﴿وَإِنْ كَانَتْ﴾ أي: وقد كانت توليةُ القبلة وتحويلها، فأنَّثَ الفعل لتأنيث الاسم، كقولهم: ذهَبَتْ بعضُ أصَابِعِهِ، وقيل: هذِه الكناية راجعة إلى القبلة بعينها، أراد: وإن كانت الكعبة (١). ﴿لَكَبِيرَةً﴾ ثقيلة شديدة ﴿إِلَّا عَلَى الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ﴾ وقال سيبويه: (وإن) تأكيد شبيه باليمين، لذلك دخلت اللام في جوابها ﴿وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ﴾.
وذلك أن حيي بن أخطب وأصحابه من اليهود قالوا للمسلمين: أخبرونا عن صلاتكم نحو بيت المقدس كانت (٢) هدى أو (٣) ضلالة، فإن كانت هدى فقد تحولتم عنها، وإن كانت ضلالة لقد (٤) دنتم الله بها، وإن من مات منكم عليها مات (٥) على الضلالة، فقال المسلمون: إنما (٦) الهدى ما أمر الله به، والضلالة ما نهى الله عنه. قالوا: فما شهادتكم على من مات منكم على قبلتنا، وكان قد (٧) مات قبل أن تحول القبلة (٨):
(٢) في (ت): أكانت.
(٣) في (ج): أم.
(٤) في (ش)، (ت): فقد.
(٥) في (ج): لقد مات.
(٦) ساقطة من (ت).
(٧) ساقطة من (ج).
(٨) من (ج). وقد ذكر ابن حجر في "فتح الباري" ١/ ٩٨، أسماء الذين ماتوا بعد =