أمُونٍ كأَلْواحِ الإرانِ نَسأْتُها على لاحِبٍ كأنَّه ظَهرُ برجُدِ (١)
أي: سقتها وأمضيتها.
وقال سعيد بن المسيب وعطاء (٢): أمَّا ﴿مَا نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ﴾ فهو ما قد نزل من القرآن" جعلاه (٣) من النُّسخة (أو ننسأها) أي: نؤخرها فلا يكون، وهو ما لم ينزل (٤).
﴿نَأْتِ بِخَيْرٍ﴾ أي: بما هو أجدى وأنفع لكم، وأسهل عليكم، وأكثر لأجركم (٥)، لا (أنَّ آيةً) (٦) خيرٌ من آية؛ لأنَّ كلام الله -عز وجل-
(١) "ديوان طرفة مع الشرح" (ص ٩٣)، "جمهرة أشعار العرب" لأبي زيد القرشي (ص ١٥٠)، "مجاز القرآن" لأبي عبيدة ١/ ٥٠، "الدر المصون" للسمين الحلبي ٦٢/ ٢.
وهو من مُعلَّقته المشهورة. والأمون: الموثقة الخَلق، المتماسكة المفاصل، يُؤمَن عثارها، والإران: تابوت الموتى، وألواحه تكون مجموعة بشكل وثيق ومتقن. واللاحب: الطريق الواضح. والبرجد: كساء مخطط ضخم، يستخدم للخباء وغيره، وهو إذا ما ألبس للخباء، أشرعت خطوطه فبدت جليةً واضحة.
والمعنى: هذِه الناقة موثقة الخلق، متينة المفاصل، مأمون عثارها، دفعتها للسير على طريق واضح وضوح الخطوط في كساء البناء العظيم.
(٢) من (ج)، (ت).
(٣) في (ت): جعلاها.
(٤) ذكره أبو عبيد في "الناسخ والمنسوخ" (ص ٧) عن عطاء.
وذكره عنهما البغوي في "معالم التنزيل" ١/ ١٣٥، والخازن في "لباب التأويل" ١/ ٩٤. وأخرج شطره الثاني عن عطاء: في "جامع البيان" للطبري ١/ ٤٧٧، وذكره ابن أبي حاتم في "تفسير القرآن العظيم" ١/ ٣٢٥.
(٥) في (ش): لأجوركم.
(٦) في (ت): أنه.


الصفحة التالية
Icon