الأرض مُظْلِمَةً، ثم خلق الشمس والقمر، وهذا كَتَقْدِمَةِ الصَّوَامِع والبِيَعِ والصلوات على المساجد والله أعلم (١).
﴿وَالْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ﴾ يعني: السفن، واحده وجمعه سواء، قال الله تعالى في الواحد: ﴿وَآيَةٌ لَهُمْ أَنَّا حَمَلْنَا ذُرِّيَّتَهُمْ فِي الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ (٤١)﴾ (٢)، وقال: ﴿إِذْ أَبَقَ إِلَى الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ (١٤٠)﴾ (٣)، قال في الجمع: ﴿حَتَّى إِذَا كُنْتُمْ فِي الْفُلْكِ وَجَرَيْنَ بِهِمْ بِرِيحٍ طَيِّبَةٍ﴾ (٤)، ويُذَكَّر ويُؤنَّث، قال الله عز وجل في التذكير: ﴿الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ﴾ (٥) وقال في الجمع و (٦) التأنيث: ﴿وَالْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ﴾ فالتذكير على لفظ الواحد، والتأنيث على معنى الجمع (٧).
﴿بِمَا يَنْفَعُ النَّاسَ﴾ يعني: ركوبها والحمل عليها في التجارات والمكاسب وأنواع المطالب.
﴿وَمَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ مَاءٍ﴾ يعني: المطر {فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ
(٢) يس: ٤١.
(٣) الصافات: ١٤٠.
(٤) يونس: ٢٢.
(٥) الشعراء: ١١٩.
(٦) من (ت).
(٧) "تفسير غريب القرآن" لابن قتيبة (ص ٦٤)، "جامع البيان" للطبري ٢/ ٦٤، "تهذيب اللغة" للأزهري ١٠/ ٢٥٥، "البيان" لابن الأنباري ١/ ١٣٢، "مفردات ألفاظ القرآن" للراغب الأصبهاني (ص ٦٤٥).