ومنه إهلال الصبي واستهلاله، وهو صياحه عند خروجه من بطن أمِّه.
وفي الحديث: كيف أَدِي من لا نطق ولا استهلّ، ولا شرب ولا أكل، فمثل ذلك يُطَلّ (١) (٢).
ومنه إهلال المطر واستهلاله وانهلاله، وهو صوت وقوعه بالأرض.

= ويَذكر النابغة في هذا البيت. دُرَّةً رواها الغواص من البحر، قوله (يهل) أي: يرفع صوته بالدعاء والتحميد لله تبارك وتعالى إذا رآها. وهو الشاهد هنا.
(١) يُطَل: أي: يُهدَر ولا يُضمَن.
انظر: "شرح صحيح مسلم" للنووي ٦/ ١٧٨.
(٢) رواه الطَّيالِسيّ في "مسنده" (ص ٣٠٣) (٢٤٢٠)، (ص ٣٠٨) (٢٤٦٧)، وأَحمد في "المسند" ٢/ ٥٣٥ (١٠٩١٦)، والدارمي في "سننه" (٢٤٢٧)، والبخاري كتاب الديات، باب جنين المرأة.. (٦٩١٠)، ومسلم كتاب القسامة، باب دية الجنين.. (١٦٨١)، وأبو داود كتاب الديات، باب دية الجنين (٤٥٧٦)، والنَّسائيّ كتاب القسامة، باب صفة شبه العمد ٨/ ٥٠، وابن الجارود في "المنتقى" (٧٧٦)، وابن حبان في "صحيحه" كما في "الإحسان" ١٣/ ٣٧٦ - ٣٧٧ (٦٠٢٠)، والبيهقي في "السنن الكبرى" ٨/ ٧٠، ١٠٥، ١١٤، والبغوي في "شرح السنة" ١٠/ ٢٠٦ (٢٥٤٣) من طريق ابن شهاب الزُّهْرِيّ، عن سعيد بن المسيّب وأبي سلمة بن عبد الرَّحْمَن، أنَّ أَبا هريرة -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- قال: اقتتلت امرأتان من هذيل، فرمتْ إحداهما الأخرى بحجر، فقتلتها وما في بطنها، فاختصموا إلى رسول الله - ﷺ - فقضى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنَّ ديةَ جنينها غُرَّةٌ: عبدٌ أو وليدةٌ. وقضى بدية المرأة على عاقلتها، وورَّثها ولدها ومن معهم. فقال حَمَلُ بن النابغة الهذلي: يَا رسول الله كيف أغرمُ من لا شرب ولا أكل، ولا نطق ولا استهل، فمثل ذلك يُطَل. فقال رسول الله - ﷺ -: "إنّما هذا من إخوان الكهَّان". من أَجل سجْعه الذي سجع. واللفظ لمسلم.


الصفحة التالية
Icon