مِنْ آيَةٍ} (١).
وعلى هذا الوجه يكون بعض القرآن ناسخًا وبعضه (٢) منسوخًا، وهو ما تعرفه الأمة من ناسخ القرآن ومنسوخه. وهذا أيضًا يتنوَّع نوعين:
أحدهما: أن يَثبُت خط الآية، وُينسخ (٣) حكمها والعمل بها (٤). كقول ابن عباس في قوله تعالى: ﴿مَا نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ﴾ قال: نُثْبِت خطَّها ونُبدِّل حكمها (٥).

(١) "معاني القرآن" للزجاج ١/ ١٨٩، "تهذيب اللغة" للأزهري ٧/ ١٨١، "الوسيط" للواحدي ١/ ١٨٧، "تفسير القرآن" للسمعاني ٢/ ٦، "معالم التنزيل" للبغوي ١/ ١٣٤، "المحرر الوجيز" لابن عطية ١/ ١٩٠، "الجامع لأحكام القرآن" للقرطبي ٢/ ٥٥، "لباب التأويل" للخازن ١/ ٩٣.
(٢) ساقطة من (ش)، (ت).
(٣) في (ت): (ويُبدل).
(٤) "الناسخ والمنسوخ" لأبي عبيد (ص ١٤)، "الوسيط" للواحدي ١/ ١٨٨، "معالم التنزيل" للبغوي ١/ ١٣٤، "الإتقان" للسيوطي ٤/ ١٤٤١.
قال الواحدي: والمعروف من النسخ في القرآن: إبطال الحكم مع إثبات الخط، وهو أن تكون الآية الناسخة والمنسوخة ثابتتين في التلاوة، إلا أن المنسوخة لا يُعمل بها..
وذكر السيوطي أن النسخ في القرآن على ثلاثة أضرب، ثم قال: الضرب الثاني: ما نُسخ حكمه دون تلاوته، وهذا الضرب هو الذي فيه الكتب المؤلفة، وهو على الحقيقة قليل جدًّا، وإنْ أكثَرَ الناس من تعداد الآيات فيه....
(٥) ذكره البغوي في "معالم التنزيل" ١/ ١٣٤ عن ابن عباس. وذكره السيوطي في "الدر المنثور" ١/ ١٩٧ عن مجاهد، عن أصحاب ابن مسعود؛ ونسبه إلى آدم بن أبي إياس، وأبي داود في "الناسخ والمنسوخ"، وابن جرير، وابن أبي حاتم، =


الصفحة التالية
Icon