زيد (١) مولاه. فقال: "مالك فداك أبي وأمي يا على؟ "
قلت (٢): إن عمك فعل بشارِفَيَّ (كذا وكذا) (٣)، وخبرته الخبر. فقام رسول الله - ﷺ -، فلبس نعليه (٤) ورداءه، ومشى بين أيدينا، واتبعته أنا وزيد، فسلم (٥)، واستأذن، فدخل البيت، وقال: "يا حمزة ما حملك على ما فعلت بشارفي ابن أخيك؟ " فرفع رأسه، فجعل ينظر إلى صدر (٦) رسول الله - ﷺ - وإلى ساقيه (٧)، فصوّب النظر إليه (ثم إلي) (٨)، ثم قال: ألستم (٩) وآباؤكم عبيدًا لأبي! فرجع رسول الله- ﷺ - القَهْقَرى (١٠)، وقال: "إن عمك قد ثَمِل، وهما لك علي"؛ فغرمهما

(١) زيد بن حارثة بن شراحيل بن كعب بن عبد العزى الكلبي القضاعي.
حِبُّ النبي - ﷺ -، وأشهر مواليه، قالت عائشة: ما بعث النبي - ﷺ - زيد بن حارثة في جيش قط إلا أمره عليهم. قال ابن عمر: ما كنا ندعو زيد بن حارثة إلا زيد بن محمَّد حتى أنزل الله تعالى: ﴿ادْعُوهُمْ لِآبَائِهِمْ﴾. استشهد في غزوة مؤتة سنة (٨ هـ) للهجرة، وكان الأمير على تلك الغزوة.
"الآحاد والمثاني" لابن أبي عاصم ١/ ١٩٦، "الاستيعاب" لابن عبد البر ٢/ ٥٤٣، "أسد الغابة" لابن الأثير ٢/ ٢٢٤، "الإصابة" لابن حجر ٣/ ٢٤.
(٢) في (ش): فقال.
وفي (أ): فقلت.
(٣) ساقطة من (ش)، وفي (ح): كذا.
(٤) في (أ): نعله.
(٥) ساقطة من (أ).
(٦) ساقطة من (ح).
(٧) في (أ): ساقه.
(٨) زيادة من (أ).
(٩) في (أ): أنتم.
(١٠) القهقرى: الرجوع إلى وراء ووجهه إليك إذا ذهب عنك، وإنما رجع القهقرى =


الصفحة التالية
Icon