وقال ابن كيسان: شهد الله بتدبيره العجيب وصنعه المتقن، وأموره المحكمة عند خلقه أنه لا إله إلَّا هو (١)، وهذا كقول القائل: ولله في كل تحريكة وتسكينة أبدًا شاهد.
يقول:
وفي كل شيء له آية... تدل على أنه واحد (٢)
وقيل لبعض الأعراب: ما الدليل على أن للعالم صانعًا؟ فقال: إن البعرة تدل على البعير، وآثار القدم تدل على المسير، وهيكل علوي بهذِه النظافة، ومركز سفلي بهذِه الكثافة، أما يدلَّان على الصانع الخبير (٣)؟ !
وقال ابن عباس: خلق الله -عز وجل- الأرواح قبل الأجساد بأربعة آلاف سنة، فشهد بنفسه لنفسه.
قيل: إن خلق الخلق حين كان، ولم يكن سماء ولا أرض، ولا بر ولا بحر، فقال -عز وجل-: شهد أنه لا إله إلَّا هو (٤).
(١) قال ابن تيمية في "التفسير الكبير" ٣/ ١٣٧ - ١٣٨، بعد أن ذكر جملة من الأقوال في معنى شهد: وكل هذِه الأقوال، وما في معناها صحيحة.
(٢) هو لأبي العتاهية في "ديوانه" (ص ١٠٤)، "تاج العروس" للزبيدي ١٩/ ٦١ - ٦٢ (عته)، ومن غير نسبة في "البحر المحيط" لأبي حيان ١/ ٣٢٢.
(٣) ذكره ابن الجوزي في "زاد المسير" ١/ ٣٦٢، ولم ينسبه لأحد.
(٤) ذكره البغوي في "معالم التنزيل" ٢/ ١٨، وفيه زيادة: وللعلماء في المسألة قولان ولكل أدلته.
انظر: "الروح" لابن القيّم (ص ١٥٦).
(٢) هو لأبي العتاهية في "ديوانه" (ص ١٠٤)، "تاج العروس" للزبيدي ١٩/ ٦١ - ٦٢ (عته)، ومن غير نسبة في "البحر المحيط" لأبي حيان ١/ ٣٢٢.
(٣) ذكره ابن الجوزي في "زاد المسير" ١/ ٣٦٢، ولم ينسبه لأحد.
(٤) ذكره البغوي في "معالم التنزيل" ٢/ ١٨، وفيه زيادة: وللعلماء في المسألة قولان ولكل أدلته.
انظر: "الروح" لابن القيّم (ص ١٥٦).