وقيل للحسين بن الفضل: هل تجد نزول عيسى من السماء في القرآن؟ قال: نعم، قوله تعالى: ﴿وَكَهْلًا﴾ وهو لم يكتهل في الدنيا، وإنما معناه: وكهلا بعد نزوله من السماء (١).
[٧٩٦] وأخبرني ابن فنجويه (٢)، ثنا الحسين بن محمَّد بن علي (٣)

= قال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه. وقال ابن حجر في "فتح الباري" ٦/ ٤٩٣: إسناده صحيح.
وعليه فقوله: "وخليفتي فيهم": لفظة منكرة، عن رجل متروك كذّاب غير موثوق به. وانظر: "البداية والنهاية" لابن كثير ٩٨/ ٢ - ٩٩، "تفسير القرآن العظيم" لابن كثير ٤/ ٣٤٨، "فتح الباري" ٦/ ٤٩٢ - ٤٩٣. وصدر هذا الحديث صحيح ثابت: رواه أحمد والبخاري ومسلم من أوجه عن أبي هريرة - رضي الله عنه - منها:
ما أخرجه الإِمام أحمد في "المسند" ٢/ ٢٦٠، ٤٦٣، ٤٨٢ (٧٥٢٩، ٩٩٧٤، ١٠٢٥٨)، والبخاري في كتاب أحاديث الأنبياء، باب: ﴿وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مَرْيَمَ﴾ (٢٤٤٢)، ومسلم في "صحيحه" كتاب الفضائل، باب فضائل عيسى عليه السلام (٢٣٦٥)، عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول - ﷺ -: "أنا أولى الناس بعيسى، الأنبياء أبناء علاّت، وليس بيني وبين عيسى نبيّ.. ".
وانظر: "البداية النهاية" لابن كثير ٢/ ٩٨ - ٩٩.
ونزول عيسى عليه السلام في آخر الزمان مما لم يختلف فيه المسلمون؛ لورود الأحاديث الصحيحة المتواترة عن النبي - ﷺ - بذلك، وهذا معلوم من الدين بالضرورة، لا يؤمِن من أنكره، كما قرر ذلك أهل العلم من السلف والخلف.
انظر: "الجامع لأحكام القرآن" للقرطبي ٤/ ١٠١، "تفسير القرآن العظيم" لابن كثير ٤/ ٣٤٦، "الجامع في السنن" للقيروانيّ (ص ١٤١).
(١) ذكره الرازي في "مفاتيح الغيب" ٨/ ٤٦، وابن عادل الدمشقيّ في "اللباب" ٥/ ٢٦٧، عن الحسين مثله.
(٢) الحسين بن محمَّد بن الحسين ثقة صدوق كثير الرواية للمناكير.
(٣) ثقة، مأمون.


الصفحة التالية
Icon