قال الكلبيُّ (١) عن أبي صالح (٢) عن ابن عباس (٣) - رضي الله عنهما - مما إن يهود أهل المدينة قالوا - لمَّا هزم رسول الله - ﷺ - المشركين يوم بدر- هذا، والله، النَّبِيّ الأميُّ، الذي بشرنا به موسى، ونجده في كتابنا، بنعته وصفته، وإنه لا ترد له راية، وأرادوا تصديقه واتباعه. ثم قال بعضهم لبعض: لا تعجلوا؛ حتَّى ننظر إلى وقعة له أخرى، فلمَّا كان يوم أحد، ونكب أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- شكُّوا، وقالوا: والله! ما هو به؛ فغلب عليهم الشقاء، فلم يسلموا، وكان بينهم وبين رسول الله - ﷺ - عهد إلى مدة، لم ينقض، فنقضوا ذلك العهد قبل أجله، وانطلق كعب بن الأشرف في ستين راكبًا إلى أهل مكة -إلى أبي سفيان وأصحابه- فوافقوهم، وجمعوا أمرهم على رسول الله - ﷺ - لتكوننَّ كلمتنا واحدة، ثم رجعوا إلى المدينة، فأنزل الله تعالى فيهم هذِه الآية (٤).
(٢) باذام، مولى أم هانئ، ضعيف يرسل.
(٣) صحابي مشهور.
(٤) الحكم على الإسناد:
الكلبي متهم بالكذب، وأبو صالح ضعيف.
التخريج:
ذكره الواحدي في "أسباب النزول" (ص ٩١ - ٩٢)، والخازن في "لباب التأويل" ١/ ٢٧٢ عن ابن عباس معلقًا، ولم يُنسب لأحد. ورواه عبد بن حميد، كما في "العجاب في بيان الأسباب" لابن حجر ٢/ ٦٦٦، عن قتادة ومجاهد قالا: نزلت في محمَّد وأصحابه.. فذكر نحوه، وفي بعض الألفاظ اختلاف يسير.
وقتادة ومجاهد تابعيان ثقتان، فروايتهما مرسلة.
وانظر: "روح المعاني" للألوسي ٣/ ٩٥.