وأبو الهيثم بن التيهان، وعويم بن ساعدة من الأوس، فلقوا النبي - ﷺ - بالعقبة وهي العقبة الأولى، فبايعوا رسول الله - ﷺ - على بيعة النساء، على أن لا يشركوا بالله شيئًا ولا يزنوا.. إلى آخر الآية. فإن وفيتم فلكم الجنّة، وإن غشيتم شيئًا من ذلك أُخذتم بحقه في الدنيا، وهو كفارة له، وإن ستر عليكم فأمركم إلى الله تعالى، إن شاء عذبكم، وإدن شاء غفر لكم، قال: وذلك قبل أن يفرض عليهم الحرب (١).
فلمَّا انصرف القوم بعث معهم رسول الله - ﷺ - مصعب بن عمير بن هاشم بن عبد مناف وأمره أن يقرئهم القرآن، ويعلمهم الإسلام، ويفقههم، فكان مصعب يسمى بالمدينة: المقرئ، وكان أول مقرئ بالمدينة، وكان منزله على أسعد بن زرارة (٢) ثم خرج أسعد بمصعب، فدخل بعض حوائط (٣) بني ظفر فجلسا في الحائط، واجتمع إليهما رجال ممن أسلم.
(٢) انظر: "السيرة النبوية" لابن هشام ١/ ٤٣٤، "دلائل النبوة" للبيهقي ٢/ ٤٣٧ - ٤٣٨، "السيرة النبوية" لابن كثير ٢/ ١٨٠.
(٣) الحائط: النخل المجتمع وسُمي حائطًا، لأنه يَحُوْطُ ما فيه.