الكلام اختصار، يعني: إلا أن (١) يعتصموا يقول الشاعر (٢):

رأتني بحبليها فصدّت مخافة وفي الحبل روَعْاء الفواد فروق فَرُوق (٣)
أي: أقبلت بحبلها (٤)، وقال آخر (٥):
حنتني حانيات الدهر حتى كأني خاتِل أدنو لصيد
قريب الخطو يحسب من رآني ولست مقيدًا أني بقيد (٦)
يعني: إني مقيد بقيد (٧).
(١) في الأصل: أن لا. والمثبت من (س)، (ن).
(٢) هو حميد بن ثور الهلاليّ أسلم بعد حنين.
انظر: "أسد الغابة" لابن الأثير ٢/ ٧٦، "الشعر والشعراء" لابن قتيبة ١/ ٣٠٦، ٣١٠.
(٣) انظر: "ديوان حميد" (٢٥)، "جامع البيان" للطبري ٤/ ٤٩، "معاني القرآن" للفراء ١/ ٢٣٠.
(٤) انظر: "المحرر الوجيز" لابن عطية ٣/ ٢٧٠ - ٢٧١، "التبيان" للطوسي ٢/ ٥٦٠ - ٥٦١، "الدر المصون" للسمين الحلبي ٣/ ٣٥٣.
(٥) هو حنظلة بن الشرقيّ، وهو أحد المعمّرين، وقيل: لعدي بن زيد، وقيل: للمسحاج بن سباع الضبي.
(٦) انظر: كتاب "المعمّرين" (٥٧)، "الأغاني" لأبي الفرج الأصفهاني ٢/ ٣١٣، "حماسة البحتري" لأبي تمام (٢٠٢)، "الأمالي" لأبي على القالي ١/ ١١٠.
(٧) ضعف قوم هذا القول وذلك لوجهين: أولًا: أن الكلام إذا صح معناه من غير حذف لم يجز تأويله على الحذف. الثاني: أن الحذف يجوز بدلالة غيره عليه فلو =


الصفحة التالية
Icon