﴿مِنَ الْغَيْظِ﴾ والحنق لما يرون من ائتلاف المؤمنين، واجتماع كلمتهم، وصلاح ذات بينهم، وهذا من مجاز الأمثال، وإن لم يكن عضّ (١).
قال الشاعر (٢):

إذا رأوني أطال الله غيظهم عضّوا من الغيظ أطراف الأباهيم (٣) (٤)
وقال أبو طالب (٥):
وقد صالحوا قومًا علينا (٦) أشحة (٧) يعضون غيظًا خلفنا بالأنامل (٨)
(١) انظر: "معاني القرآن" للزجاج ١/ ٤٦٣، "أساس البلاغة" للزمخشري (ص ٤٢٤) (عضض) "المحكم" لابن سيده ١/ ٦٦ (عضّ).
(٢) هو الفرزدق، همام بن غالب بن صعصعة الشاعر المشهور.
(٣) في الأصل: الأناعيم. والمثبت من (ن) وهو في "الديوان" كذلك.
(٤) انظر: "ديوان الفرزدق" ٢/ ٣٥٨، "المحكم" لابن سيده ٤/ ٣٣٩، "لسان العرب" لابن منظور ١٢/ ٥٩ (بهم)، "اللباب" لابن عادل الدمشقي ٥/ ٤٩٦.
(٥) أبو طالب عمّ النبي - ﷺ -، واسمه عبد مناف بن عبد المطلب بن هاشم.
انظر: "أنساب الأشراف" للبلاذري ١/ ٩٦.
(٦) في الأصل عليهم. والمثبت من (ن).
(٧) في جميع النسخ: أشحة. وجاء في المصادر المعتمدة: أظنة.
(٨) البيت في "ديوان" أبي طالب (ص ١٠١)، "السيرة النبوية" لابن هشام ١/ ٢٧٢، "المقتضب" للمبرد ٤/ ٩٠، "الروض الأنف" للسهيلي ٢/ ١٣، وعض الأنامل من الغيظ كناية عن شدته كما في "الكشاف" للزمخشري ١/ ٤٠٧.


الصفحة التالية
Icon