وقال وهب بن منبه (١): مكتوب في التوراة: إن الله -عز وجل- يبعث (يوم القيامة) (٢) سبعمائة ألف ملك من الملائكة المقربين، بيد كل واحد منهم سلسلة من ذهب إلى البيت الحرام. فيقول لهم: اذهبوا إلى البيت الحرام فزمَّلوه (٣) بهذِه السلاسل (٤)، ثم قودوه إلى المحشر، فيأتونه فيزمُّونه بسبعمائة ألف سلسلة من ذهب، ثم يمدونه، وملك ينادي: يا كعبة الله سيري، فتقول: لست سائرة حتى أعطى سؤلي. فينادي ملك من جو السماء: سلي، فتقول الكعبة: يا رب شفعني في جيرتي الذين دفنوا حولي من المؤمنين، فيقول الله - سبحانه وتعالى-: قد أعطيتك سؤلك، قال: فيحشر موتى مكة من قبورهم بيض الوجوه كلهم محرمون، فيجتمعون حول الكعبة يلبُّون، ثم تقول الملائكة: سيري يا كعبة الله، فتقول: لست بسائرة حتى أعطى سؤلي.
فينادي ملك من جو السماء: سلي تعطي (٥)، فتقول الكعبة: يا رب عبادك المذنبون الذين وفدوا إليَّ من كل فج عميق، شعثًا غبرًا، تركوا الأهلين والأولاد والأحباب، وخرجوا شوقًا إليَّ زائرين مسلمين
(٢) من (س).
(٣) التزمل: التلفف، أي: لفوها.
انظر: "شمس العلوم" لنشوان بن سعيد الحميري ٥/ ٢٨٤٤، "الصحاح" للجوهري ٤/ ١٧١٨ (زمل).
(٤) في الأصل: السلسلة بالإفراد، والمثبت من (س)، (ن).
(٥) من (س)، (ن).