الْأَرْضِ} ساروا وسافروا فيها بالتجارة أو غيرها فماتوا، ﴿أَوْ كَانُوا غُزًّى﴾ غزاة فقتلوا، والغُزى: جمع، منقوص لا يتغيّر لفظها في نصب ورفع وخفض، واحدها: غاز، مثل: نائم ونوّم، وقائم وقوّم، وصائم وصوّم، وشاهد وشُهد، وقائل وقوّل، ومن الناقص: هاب وهُبًى، وعاف وعُفًى (١).
﴿لَوْ كَانُوا عِنْدَنَا مَا مَاتُوا وَمَا قُتِلُوا لِيَجْعَلَ اللَّهُ ذَلِكَ﴾ يعني: قولهم وظنهّم، ﴿حَسْرَةً﴾: حزنًا، ﴿فِي قُلُوبِهِمْ﴾، والحسرة: الاغتمام على فائت كان يقدر بلوغه (٢).
قال الشَّاعر (٣):

فواحسرتي لم أقض منكم لبانتي ولم نتمتع بالجوار وبالقرب (٤)
ثم أخبر أن الحياة والموت إلى الله، لا يتقدمان لسفر، ولا يتأخران لحضر، فقال: ﴿وَاللَّهُ يُحْيِي وَيُمِيتُ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ﴾.
قرأ ابن كثير، وطلحة، والأعمش، والحسن، وشبل، وحمزة،
(١) انظر: "جامع البيان" للطبري ٤/ ١٤٧، "الكشاف" للزمخشري ١/ ٦٤٥، "البحر المحيط" لأبي حيان ٣/ ١٠٠ - ١٠١.
(٢) انظر: "جامع البيان" للطبري ٤/ ١٤٨، "إملاء ما من به الرَّحْمَن" للعكبري ١/ ١٥٥، "المحرر الوجيز" لابن عطية ٣/ ٣٨٩ - ٣٩٠.
(٣) لم أجده.
(٤) ذكره القرطبي في "الجامع لأحكام القرآن" ٤/ ١٥٩، وفيه: (منها) بدلًا من (منكم)، و (أتمتع) بدلا من (نتمتع).


الصفحة التالية
Icon