عرض عليه الإسلام، وأخبره بما له فيه، وما وعد الله للمؤمنين من الثواب، وقرأ عليه القرآن، فلم يسلم، ولم يبعده.
وقال: يا محمد: إن أمرك هذا الذي تدعو إليه حسن جميل، فلو بحثت رجالا من أصحابك إلى أهل نجد، فدعوهم إلى أمرك، رجوت أن يستجيبوا لك.
فقال رسول الله - ﷺ -: "إني أخشى عليهم أهل نجد"، فقال: أبو براء: أنا لهم جار، فابعثهم فليدعوا الناس إلى أمرك، فبعث رسول الله - ﷺ -: المنذر بن عمرو، أخابني ساعدة في سبعين رجلا من خيار المسلمين منهم: الحارث بن الصمة، وحرام بن ملحان، وعروة بن أسماء بن الصلت السلمي، ونافع بن بديل بن ورقاء الخزاعي، وعامر بن فهيرة مولى أبي بكر رضي الله عنهم، وذلك في صفر سنة أربع من الهجرة، على رأس أربعة أشهر من أحد (١). فساروا حتى نزلوا بئر معونة، وهي أرض بين بني عامر وحرّة بني سليم، فلما نزلوها، قال بعضهم لبعض: أيكم يبلغ رسالة رسول الله - ﷺ - لأهل هذا الماء؟ فقال حرام بن ملحان: أنا. فخرج بكتاب رسول الله - ﷺ - إلى عامر بن الطفيل وكان على ذلك الماء.
فلما أتاهم حرام بن ملحان لم ينظر عامر بن الطفيل إلى كتاب رسول الله - ﷺ -، فقال حرام: يا أهل بئر معونة، إني رسول رسول

(١) ينظر: "السيرة النبوية" لابن هشام ٣/ ١٨٣، "جوامع السيرة" لابن حزم (١٨٠)، "السيرة" لابن كثير ٣/ ١٣٩.


الصفحة التالية
Icon