وروى هشام عن أهل الشام: ﴿وَلَا يَحْسَبَنَّ﴾ بالياء (١)، ﴿الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ﴾ قرأ الحسن وابن عامر: ﴿قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ﴾ مشددًا (٢)، ﴿أَمْوَاتًا﴾ كموت من لم يقتل في سبيل (الله)، ونصب (أمواتًا) على المفعول الثاني، لأن الحسبان يتعدى إلى مفعولين، فإذا قلت: حسبت زيدًا، لا يكون كلامًا تامَّا حتى تقول: قائمًا، وقاعدًا (٣) ﴿بَلْ أَحْيَاءٌ﴾ تقديره: بل هم أحياء، وقرأ ابن أبي عبلة: (أحياءً) نصبًا، أي: أحسبهم أحياء ﴿عِنْدَ رَبِّهِمْ﴾ (٤).

= قال القرطبي في "الجامع لأحكام القرآن" ٤/ ١٧٢: وبالجملة وإن كان يحتمل أن يكون النزول بسبب المجموع، فقد أخبر الله تعالى فيها عن الشهداء أنهم أحياء في الجنة يرزقون. انتهى مختصرًا. وقال أيضًا: قال أبو الضحى: نزلت هذِه الآية في أهل أحد خاصة. والحديث الأول يقتضي صحة هذا القول، انتهى، ومراده بالحديث الأول: حديث مسروق عن ابن مسعود.
وانظر: "سبل الهدى والرشاد" للصالحي ٦/ ٦٥، "الكامل في التاريخ" لابن الأثير ٢/ ١٧٢، "السيرة النبوية الصحيحة" لأكرم العمري ٢/ ٤٠٠ - ٤٠١، "تاريخ الرسل والملوك" للطبري ٢/ ٣٠.
(١) في "النشر في القراءات العشر" ٢/ ١٨٣: عن هشام بالغيب، زاد ابن عطية في "المحرر الوجيز" ٣/ ٤١٧ حميد بن قيس.
(٢) في "المحرر الوجيز": الحسن.. وابن عامر من السبعة.
وانظر: "السبعة" لابن مجاهد (ص ١٢٩).
(٣) انظر: "أوضح المسالك" لابن هشام المصري ٢/ ٣٠، ٤٢ - ٤٣، "الإرشاد" للقرشي (ص ١٨٦).
(٤) قال ابن عطية في "المحرر الوجيز" ٣/ ٤١٧ - ٤١٨: وذلك ضعيف، إذ لا دلالة في الكلام على ما يضمر.
وانظر: "الدر المصون" للسمين الحلبي ٢/ ٢٥٦، "اللباب" لابن عادل ٦/ ٤٦.


الصفحة التالية
Icon