﴿سَنَكْتُبُ مَا قَالُوا﴾ من الإفك على الله فنجازيهم به (١)، وقال مقاتل وأبو عبيدة: سنحفظ عليهم (٢). وقال الكلبي: سنوجب عليهم في الآخرة جزاء ما قالوا في الدنيا.
وقال الواقدي: سنأمر الحفظة بالكتابة (٣)، نظيره ﴿وَإِنَّا لَهُ كَاتِبُونَ﴾ (٤) (٥) ﴿وَقَتْلَهُمُ الْأَنْبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ﴾ قرأ حمزة والأعرج والأعمش (سَيُكتَبُ ما قالوا) (٦) بياء مضمومة، وَ ﴿قَتْلَهُمُ﴾ برفع

(١) من (س)، (ن).
(٢) انظر قول أبي عبيدة في "مجاز القرآن" له ١/ ١١٠.
(٣) انظر "الجامع لأحكام القرآن" للقرطبي ٤/ ٢٩٤، "تفسير القرآن العظيم" لابن كثير ٣/ ٢٨٣، "فتح القدير" للشوكاني ١/ ٤٠٦.
(٤) الأنبياء: ٩٤.
(٥) قال الشوكاني في "فتح القدير" ١/ ٤٠٦: والمراد الوعيد لهم وأن ذلك لا يفوت على الله، بل هو معد لهم ليوم الجزاء.
وانظر "التحرير والتنوير" لابن عاشور ٣/ ١٨٣ - ١٨٤، مرتبة الكتابة من مراتب القدر التي أجمع أهل السنة على إثباتها.
قال ابن القيم في "شفاء العليل" (ص ٨٥): أجمع الصحابة والتابعون وجميع أهل السنة والحديث أن كل كائن إلى يوم القيامة فهو مكتوب في أم الكتاب.
وقال أبو حيان في "البحر المحيط" لأبي حيان ٣/ ١٣٦: الظاهر إجراء الكتابة على أنها حقيقية، قال بذلك كثير من العلماء وأنها تكتب الأعمال في صحف... انتهى مختصرًا.
وانظر: "الوسيط" للواحدي ١/ ٥٢٨، "الإبانة" لابن بطة ٢/ ٩، "العقيدة الواسطية" لابن تيمية شرح الفوزان (ص ١٦٤)، "المحرز الوجيز" لابن عطية ٣/ ٣٠٨، "شرح العقيدة الطحاوية" لابن أبي العز ٢/ ٣٤٤، ٣٤٨.
(٦) مطموس في الأصل، والمثبت من (س)، (ن).


الصفحة التالية
Icon