يفرحون بإضلالهم الناس، وبنسبة الناس إياهم إلى العلم، وقولهم: إنهم علماء، وليسوا بأهل علم، ولم يحملوه على هدى، ولا خير (١).
وقال الضحاك، والسدي: هم يهود أهل المدينة، كتبوا إلى أهل اليمن والشام وأطراف الأرض أن محمدًا ليس برسول، فاثبتوا على دينكم، فاجتمعت كلمتهم على الكفر بمحمد - ﷺ - والقرآن، ففرحوا بذلك وقالوا: الحمد لله الذي جمع كلمتنا، فنحن على دين إبراهيم، ونحن أهل العلم الأول، وليسوا كذلك (٢).
وقال مجاهد: هم اليهود، فرحوا بإعجاب الناس (٣) بتبديلهم الكتاب، وحمدهم إياهم عليه (٤).
وقال سعيد بن جبير: هم اليهود، فرحوا بما أعطى الله -عز وجل- آل إبراهيم وهم برآء من ذلك (٥).
وروى ابن أبي مليكة (٦) عن حميد بن عبد الرحمن بن عوف رضي

(١) أخرج الطبري في "جامع البيان" ٤/ ٢٠٥، وابن أبي حاتم في "تفسير القرآن العظيم" ٣/ ٨٤٠، عن عكرمة أو سعيد بن جبير نحوه.
(٢) انظر: "أسباب النزول" للواحدي (ص ١٤٠).
(٣) في الأصل النفس، والمثبت من (س).
(٤) أخرج الطبري في "جامع البيان" ٤/ ٢٠٧ عن مجاهد مثله، وزاد: ولا تملك اليهود ذلك.
(٥) أخرج الطبري في "جامع البيان" ٤/ ٢٠٧ عن سعيد بن جبير نحوه.
(٦) عبد الله بن أبي مليكة، ثقة، فقيه.


الصفحة التالية
Icon