١٨ والحديث بتمامه ( سبعة يظلهم الله في ظله، يوم لا ظل إلا ظله : الإمام العادل، وشاب نشأ في عبادة ربه، ورجل قلبه معلق في المساجد، ورجلان تحابا في الله اجتمعا عليه وتفرقا عليه، ورجل طلبته امرأة ذات منصب وجمال، فقال إني أخاف الله، ورجل تصدق، أخفى حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه، ورجل ذكر الله خاليا، ففاضت عيناه ) ( رواه البخاري/ح٦٢٩)، ومسلم/ح٢٣٧٧).
١٩ ومما عمَّت به البلوى في زماننا أن اكثر حوادث الزنا تكون بين الأقرباء لسهولة دخول بعضهم على بعض، كابن العم وابن الخال والأخ يدخل بيت أخيه، بل وربما الصديق أيضا.
٢٠ إن البرهان الذي رآه يوسف عليه السلام هو برهان يَذكر العبد به قدر الله وعظمته، لذلك فإن المسيء حينما يقع في السوء يقع بجهالة ينسى فيها قدر الله وعظمته قال تعالي ( إِنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللَّهِ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوءَ بِجَهَالَةٍ ثُمَّ يَتُوبُونَ مِنْ قَرِيبٍ فَأُولَئِكَ يَتُوبُ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيماً حَكِيماً) (النساء: ١٧)
ففي تفسير بن كثير (١/٦١٥) : إنما يتقبل الله التوبة ممن عمل السوء بجهالة ثم يتوب ولو قبل معاينة الملك روحه قبل الغرغرة، قال مجاهد وغير واحد: كل من عصى الله خطأ أو عمداً، فهو جاهل حتى ينزع عن الذنب، و عن أبي العالية أنه كان يحدث أن أصحاب رسول الله ﷺ كانوا يقولون: كل ذنب أصابه عبد فهو جهالة، و عن مجاهد، قال: كل عامل بمعصية الله فهو جاهل حين عملها، وعن ابن عباس: من جهالته عمل السوء. اهـ
( وَإِذَا جَاءَكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِآياتِنَا فَقُلْ سَلامٌ عَلَيْكُمْ كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ أَنَّهُ مَنْ عَمِلَ مِنْكُمْ سُوءاً بِجَهَالَةٍ ثُمَّ تَابَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَصْلَحَ فَأَنَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ) (الأنعام: ٥٤)