٤٧ عفا: في أسماء الله تعالى: العفو، وهو فعول من العفو، وهو التجاوز عن الذنب وترك العقاب عليه، وأصله المحو والطمس، وهو من أبنية المبالغة. يقال: عفا يعفو عفواً، فهو عاف وعفو، قال الليث: العفو عفو الله، عز وجل، عن خلقه، والله تعالى العفو الغفور. وكل من استحق عقوبةً فتركتها فقد عفوت عنه. قال ابن الأنباري في قوله تعالى: عفا الله عنك لم أذنت لهم؛ محا الله عنك (لسان العرب)
٤٨ كيف علم يوسف أن أباه أصيب بالعمي ؟
قال العلماء أن الغيب نوعان غيب زمان وغيب مكان، وإخبار يوسف بعمي والده في حينه ذلك من إخبار الله له بغيبيات المكان، وهو ما يسمي غيب الحاضر لأنه يخبر بحدث حدث في نفس اللحظة ولكن في مكان أخر.
وعند القرطبي (وأخبره جبريل بأن أرسل قميصك فإن فيه ريح الجنة وإن ريح الجنة لا يقع على سقيم ولا مبتلى إلا عوفي وقال الحسن لولا أن الله تعالى أعلم يوسف بذلك لم يعلم أنه يرجع إليه بصره وكان الذي حمل قميصه يهوذا قال ليوسف أنا الذي حملت إليه قميصك بدم كذب فأحزنته وأنا الذي أحمله الآن لأسره وليعود إليه بصره فحمله حكاه السدي) تفسير القرطبي(٩/٢٥٩)
٤٩ يمكن القول بأنها مادية وليست معنوية لأن هذه المرة كان معهم شيء مادي وهو القميص ذلك بخلاف كل مره ذهبوا ورجعوا لم يكن معهم شيء من مقتنيات يوسف فهم بمجرد أن فصلوا أي خرجوا من مصر وجد ريح يوسف، انظر في تفسير القرطبي( قوله تعالى ولما فصلت العير أي خرجت منطلقة من مصر إلى الشام يقال فصل فصولا وفصلته فصلا... قال أبوهم أي قال لمن حضر من قرابته ممن لم يخرج إلى مصر وهم ولد ولده إني لأجد ريح يوسف وقد يحتمل أن يكون خرج بعض بنيه فقال لمن بقي إني لأجد ريح يوسف لولا أن تفندون قال ابن عباس هاجت ريح فحملت ريح قميص يوسف إليه وبينهما مسيرة ثمان ليال وقال الحسن مسيرة عشر ليال) تفسير القرطبي (٩/٢٥٩)