والكلمةُ القرْآنيةُ ذات أبعاد عدة كلُّ بُعْدٍ منها رافِدٌ من روافِد الدلالة على معانى الهدى إلى الصراط المستقيم الذي جاء القرآن الكريم لتحقيقه: لها بعد صوتي تنغيمي، وبعد هيئة وصيغة. وبعد أصل لغوي تكونت منه، وبعد موقع وقعت فيه بدوائره المتعددة:
دائرة الموقع في الجملة، ودائرة الموقع في الآية، ودائرة الموقع في المعقد (الفصل)، ودائرة الموقع في السورة، ودائرة الموقع في القرآن كله
هذه خمس داوئر متداخلة كل دائرة في داخل التى من بعدها وأعمها جميعا دائرة الموقع والسياق الكلى للقرآن الكريم
هذه الأبعاد كلها ينحدر منها العطاء الدلالى للكلمة القرآنية، وعلى قدر وعي المتلقي هذه الأبعاد والجمع بينها في تلقيه يكون اقتداره على أنْ يقترب من المعنى القرآني الكريم المجيد
فالنظر في الكلمة القرآنية لن يكون في حقيقته نظرًا في مفردة بل هو نظر في كلمة نورانية ربانية قامت في بناء جملةٍ قامت في بناء آية قامت في بناء معقد قام في بناء سورة قامت في بناء القرآن الكريم كلِّه، وكلُّ بناءٍ من هذه الأبنية المتصاعدة يأخذ من سابقه ويعود عليه بفيض من عطائه وهذا يجعل الناظر في المفردة القرآنية حالا مرتحلا، لايحل في دائرة من دوائر السياق إلا ليرتحل منها إلى أخرى يجمع منها فيضًا من العطاء
الأمر كما ترى جدُّ جليلٍ، لايتهاون بحقه إلا غافل عن منزلته العَلِيَّة وهذا لا يكون من النصيحة لكتاب الله عزَّ وعلا التى هى ركن من أركان النصيحة العامة التى جعلها النبي ـ صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم هي الدين، إذ قال:
" الدين النصيحة قلنا لمن؟ قال: لله، ولكتابه، ولرسوله، ولأئمة المسلمين وعامتهم " ﴿مسلم: كتاب الإيمان: ح. ر ٩٥/٥٥﴾
السمات البلاغية وفقه المعنى القرآني
كان إعجاز البيان القرآني الكريم عند جمهور أهل العلم بالقرآن الكريم
أنت فيه نازل في رياض البيان العلىَّ وفراديس الهدى الربانية، تغترف منه غذاء قلب سليم وشفاء نفسٍ عليلة،