وفي اصطفاء هذه الصيغة " اثَّاقلتم" تصوير بجرسها لدقائق ولطائف معناها، وهذا نهج من أنهاج البيان القرآني في تصوير معانيه، وقد أشرت لك من قبل إلى أبعاد الكلمة القرآنية، وقلت لك إنَّ كل بعد منها رافد من روافد الإبانة عن معانى الهدى
وقد كانت للأستاذ " الشهيد": سيِّد قطب " ـ رفع الله ذكره في عباده الصالحين ـ (٥) عناية حميدة بكثير من تصوير القرآن الكريم معانيه بجَرْس كلماته، يقول في هذه الآية:
" إنها ثقْلةُ الأرضِ ومطامعُ الأرضِ، وتصورات الأرضِ ثقلة الخوف على الحياة، والخوف على المال، والخوف على اللذائذ والمصالح والمتاع، ثقلة الدعة والراحة والاستقرار، ثقلة الذات الفانية، والأجلِ المحدودِ، والهدفِ القريبِ، ثقلة اللحمِ والدَّمِ والترابِ
والتعبير يُلْقِي كلّ هذه الظلال بجَرْسِ ألْفأظه " اثاقلتم" وهي بجرسها
تمثل الجسم المسترخى الثقيل، يرفعه الرافعون في جهد فيسقط منهم