فجمهور العلماء أنه حصل ترتيب سوره باجتهاد من الصحابة الكرام، منهم الإمام مالك، واستدل أصحاب هذا الرأي باختلاف مصاحف السلف في ترتيب السور، فمنهم من رتبها على النزول، وهو مصحف علي (- رضي الله عنه -) حيث كان أوله: أقرأ، ثُمَّ المدثر … ثُمَّ النساء، ثُمَّ البقرة ثُمَّ آل عمران. ومنهم من رتبها ترتيباً أخراً كمصحفي أبيّ بن كعب، وعَبْد الله بن مسعود.
وهناك من قال إن ترتيب السور في القرآن توقيفي كترتيب الآيات ((١)).
إن ترتيب سورة القصص بين سور القرآن هو أنها السورة الثمانة والعشرون، وعدد آياتها ثمانية وثمانون آية، ولا يماثلها في عدد آياتها إلا سورة
(ص)، وعدد حروفها خمسة آلاف وثمانمائة حرف ((٢))، وعدد كلماتها ألف وأربعمائة وكلمة واحد ((٣)).
وقد ذكر ابن الجوزي أعداداً أخرى مقاربة لا تخرج عما أوردناه هاهنا ((٤)).
المطلب الرابع فضلها

(١) الإتقان في علوم القرآن: ١/٦١-٦٢.
(٢) ينظر لباب التَّأويِل في معاني التنزيل (المُسَمَّى: تَفْسِير الخازن). علاء الدِّيْن عَلِيّ بن مُحَمَّد بن إبراهيم البغدادي الصوفي المعروف بالخازن. ت ٧٢٥ هـ. الطبعة الثانية. مطبعة مصطفى البابي الحلبي. ١٩٥٥ م: ٣/٤٢٣.
(٣) بصائر ذوي التمييز: ١/٣٥٣.
(٤) فنون الأفنان في عجائب عُلُوْم القُرْآن. أبو الفرج عَبْد الرَّحْمَن بن عَلِيّ بن الجوزي. ت ٥٩٧ هـ. تحقيق: د. رشيد عَبْد الرَّحْمَن العبيدي. مطبعة المَجْمَع العلمي العراقي. ١٩٨٨م: ص١١٧-١١٨.


الصفحة التالية
Icon