وقد ورد هذان المفهومان في سورة القصص التي هي بإجماع المفسرين
(مكية)، ونحن نعلم أن مجموعة السور المكية مما أنزل قبل هجرة رسول الله (- ﷺ -) احتوت على إشارات من أخبار الأمم السابقة تقرع أسماع طغاة ومتكبري قريش من الكفرة الذين جحدوا رسالة رسول الله (- ﷺ -) فكان لزاماً عليهم التنبه لسبب أسماعهم أخبار الطغاة والمتكبرين لعلهم يتعظوا بها، ويرجعوا عن طغيانهم وتكبرهم في الأرض ((١)).
وسوف نحاول فيما يأتي تحليل هاتين المادتين في سورة القصص بلفظهما ومعناها حسب ما يتضح من سياق السورة، وأهمية ذلك تكمن في أن الفهم الشمولي لمفاهيم المصطلحات القرآنية يعين على الإدراك الكلي للنص القرآني.
وسنحاول في البداية تبيين المعنى التعريفي للمادتين من خلال كتاب
(المفردات في غريب القران) للراغب الأصفهاني ((٢))، ومقارنة ذلك بالتأويل المفهوم من نص سورة القصص إن شاء الله العلي العظيم.
(٢) ص ١٢١ وما بعدها.