وقرأ بالنون عامة قراء الحجاز والبصرة وبعض الكوفيون: (وَنرُيَ فرعونَ وهامان) ونصب الأسماء بعده، وحجة من قرأ (نرُي) أن ما قبله للمتكلم فينفي أن يكون ما بعده أيضاً كذلك ليكون الكلام على وجه واحد، لأن فرعون يُرى ذلك ((١)). وحجة من قرأ: (يَرَى) أن فرعون وحزبه يرون ذلك ويُعلُم أنهم يرونه إذا رأوه ((٢))، وذكر الطبري أن معنى من قرأ على هذه القراءة أن الفعل لفرعون بمعنى ويعاين فرعون بالياء من يرى، ورُفع فرعون وهامان والجنود ((٣)).
ونحن لا يمكن أن نوازن بين القراءات، لأن القراءة سنة متبعة تعرض كما هي، وإنما عرضنا لاختلاف القراء ـ رحمهم الله برحمته ـ في ذلك على ما أوردته كتب القراءات والتفاسير.
القضايا البلاغية
١. قال تعالى: ﴿وَنُرِيدُ أنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الأَرْض﴾.
(٢) الحجة في علل القراءات السبع. أبو عَلِيّ الحَسَن بن أحمد الغفاري الفارسي. ت ٣٧٧ هـ. تحقيق: د. عَلِيّ النجدي ناصف. د. عَبْد الحليم النجار. د. عَبْد الفتاح شلبي. مراجعة: مُحَمَّد عَلِيّ النجار. ط١. دار المأمون. دمشق. ١٩٩٢ م.: ٥/ ٤١٢.
(٣) جامع البيان: ١٠ /٢٩.