قال البيضاوي: " من ذهاب ملكهم وهلاكهم على يد مولود منهم " ((١)).
وقال الشهاب في حاشيته: " لما يحذرون ولا شبهة في أنه المحذور عندهم، وهو الذي خافوا منه بعد إخبار الكهان حتى حملهم على القتل، وأما كون ذلك مرئياً، فإن كانت الرؤية بمعنى المعرفة، وهم قد عرفوا ذلك لما شاهدوه من ظهورهم عليهم وطلوع طلائعه من طرق خذلانهم فظاهر. وإن كانت بصرية، وهو المناسب للبلاغة، فالرؤية لمقدماته جعلت رؤية له مبالغة، وهذا مستفسر منهم حتى يقال: رأى موته بعينه، وشاهد هلاكه، أو المراد رؤيته وقت الهلاك فلا يرد أنهم لم يروا ما ذكر وإنما الرائي له بنو إسرائيل " ((٢)).
وقال المراغي: " أي ونري أولئك الأقوياء والأعداء والأدلاء على أيدي بني إسرائيل من المذلة والهون، وما كانوا يتوقعونه من زوال الملك والسلطان على يد مولود منهم، ولكن لا ينجي حذر من قدر، فنفذ حكم الله الذي جرى به العلم عن القدم على يد هذا الغلام " ((٣)).
٧. ﴿وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا﴾ :
(٢) حَاشِيَة الشِّهَاب الخفاجي على تَفْسِير البيضاوي المسماة عناية القاضي وكفاية الراضي. شهاب الدِّيْن أحمد بن مُحَمَّد بن عمر الخفاجي. ت ١٠٦٩ هـ. تحقيق: عبد الرزاق المهدي. دار الكتب العلمية. بيروت. الطبعة الأولى. دار إحياء التراث العربي. بيروت. ١٩٩٧ م: ٧ /٦٤.
(٣) تفسير المراغي: ٢٠ /٣٤.