رابعا ـ وقال القرطبي: " أي أطع الله وأعبده كما أنعم عليك. ومنه حديث ما الإحسان؟ قال: ((أن تعبد الله كأنك تراه)) ((١)). وقيل هو أمر بصله المساكين. قال ابن عربي: فيه أقوال كثيرة: جماعها استعمال نعم الله في طاعة الله ((٢)).
٤. ﴿وَلا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الأَرْضِ﴾ :
قال البقاعي: " لا ترد إرادة ما بتقتير ولا تبذير، ولا تكبر على عباد الله ولا تحقير، ثم اتبع ذلك علته لأن أكثر المفسدين يبسط لهم في الدنيا، وأكثر الناس يستبعد أن يبسط فيها لغير محبوب، فقيل: ﴿إنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ﴾، أي: لا يعاملهم معاملة من يحبه، فلا يكرمهم " ((٣)).
٥. ﴿قَالَ إنَّمَا آوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ عِنْدِي﴾ :
يقول الله عز وجل في هذه الآية مخبراً عن جواب قارون لقومه حين نصحوه وأرشدوه إلى الخير فيه خمسة أقوال:
أحدها ـ على علم عندي بصنعة الذهب رواه أبو صالح عن ابن عباس. قال الزجاج: وهذا لا أصل له، لأن الكيمياء باطل لا حقيقة له ((٤)).
والثاني ـ يرضى الله عني. وقال ابن كثير: وقد أجاد في تفسير هذه الآية الإمام عبد الحمن بن زيد بن أسلم فإنه قال في قوله: ﴿قَالَ إنَّمَا آوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ عِنْدِي﴾، قال: لولا رضى الله عني ومعرفته بفضلي ما أعطاني هذا المال. وقرأ: ﴿أوَلَمْ يَعْلَمْ أنَّ اللَّهَ قَدْ أهْلَكَ مِنْ قَبْلِهِ مِنَ الْقُرُونِ مَنْ هُوَ أشَدُّ مِنْهُ قُوَّةً وَأكْثَرُ جَمْعاً﴾. وقال: هكذا يقول من قلَّ علمه إذا رأى مَنْ وسّع الله عليه لولا أن يستحق ذلك لما أعطي ((٥)).
(٢) ينظر الجَامِع لأِحْكَام القُرْآن: ٦/ ٥٠٣٠.
(٣) نظم الدرر: ٥/ ٥١٩.
(٤) ينظر زَاد المَسِيْر: ٦/ ٢٤٢.
(٥) ينظر تفسير القرآن العظيم: ٣/ ٤٠١.