قال ابن عطية: " إن قارون خرج على قومه وقد أظهر قدرته من الملابس والمراكب وزينته الدنيا. قال جابر، ومجاهد خرج: في ثياب حمر. وقال ابن زيد: خرج هو وجملته في ثياب معصفرة. وقيل: في ثياب الأرجوان ((١)). وقيل غير هذا. وأكثر المفسرين في تحديد زينة قارون وتعينها بما لا صحة له " ((٢)).
٩. ﴿قَالَ الَّذِينَ يُرِيدُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا﴾ :
أي: الذين معه تعلقت إرادتهم فيها، وصارت منتهى رغبتهم ليس لهم إرادة في سواها ((٣)).
١٠. ﴿يَا لَيْتَ لَنَا مِثْلَ مَا أوتِيَ قَارُونُ﴾ :
من الدنيا ومتاعها وزهرتها.
١١. ﴿إنَّهُ لَذُو حَظٍّ عَظِيمٍ﴾ :
وصدقوا إنه لذو حظ عظيم لو كان الأمر منتهياً إلى رغباتهم، وإنه ليس وراء الدنيا دار أخرى، فإنه قد أعطي منها ما به غاية التنعيم بنعيم الدنيا، واقتدر بذلك على جميع مطالبه، فصار هذا الحظ العظيم بحسب همتهم، وأن همة جعلت هذا غاية مرادها ومنتهى مطالبها لمن أدنى الهمم وأسفلها، وليس لها أدنى صعد إلى المرادات العالية والمطالب الغالية ((٤)).
١٢. ﴿وَقَالَ الَّذِينَ آوتُوا الْعِلْمَ﴾ :
قال أبو السعود: " أي بأحوال الدنيا واكثر المفسرون كما ينبغي وإنما لم يوصفوا بإرادة ثواب الآخرة تنبيهاً على أن العلم بأحوال النشأتين يقتضي الإعراض عن الأولى والإقبال على الثانية حتماً، وأن تمني المتمنين إلا لعدم علمهم بها كما ينبغي " ((٥)).
(٢) المحرر الوجيز: ١٢/ ١٩١.
(٣) ينظر تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان. الشيخ عبد الرحمن ناصر السعدي. (١٣٠٧ ـ ١٣٧٦ هـ) دار الصفا للنشر. الزقازيق. (د. ت).: ٤/ ٤٣.
(٤) ينظر تيسير الكريم الرحمن: ٤/ ٤٣.
(٥) إرْشَاد العَقل السَّلِيم: ٧ /٢٦.