وقال الزمخشري: " ومن الطماع من يجعل العلو لفرعون والفساد لقارون متعلقا بقوله: ﴿إنَّ فِرْعَوْنَ عَلا فِي الأَرْضِ﴾، ويقول: من لم يكن مثل فرعون وقارون فله تلك الدار الآخرة ولا يتدبر " ((١)).
٧. ﴿وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ﴾ :
قال المراغي: " أي العاقبة المحمودة وهي الجنة لمن اتقى عذاب الله بعمل الطاعات وترك المحرمات، ولم يكن كفرعون في الاستكبار على الله بعدم امتثال أوامره، والارتداع عن زواجره، ولا كقارون في إرادة الفساد في الأرض " ((٢)).
٨. ﴿مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ خَيْرٌ مِنْهَا وَمَنْ جَاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَلا يُجْزَى الَّذِينَ عَمِلُوا السَّيِّئَاتِ الاّ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ﴾ :
يقول الطبري في معناها: " من جاء الله يوم القيامة بإخلاص التوحيد، فله خير، وذلك الخير هو الجنة والنعيم الدائم، ومن جاء بالسيئة وهي الشرك بالله فله الشر " ((٣)).
ما يستفاد من النصّ
دلت الآيات القرآنية على ما يأتي:
أولاَ ـ دلّ ارتباط الفاء بالخسف في قوله تعالى: ﴿فَخَسَفْنَا بِهِ وَبِدَارِهِ الأَرْض﴾ على الترتيب والتعقيب، أي: إن الله خسف به وبماله بعدها خرج على قومه في زينته، وكان خروجه هذا هو السبب المباشر في خسف الله به لغروره وتكبره ((٤)). وفي هذا دلالة أكيدة على بغض الله للتكبر والمتكبرين، وقد يكون التبختر والغرور سبب لعقاب صاحبه، فقد روى البخاري من حديث الزهري عن سالم: إن أباه حدثه أن رسول الله (- ﷺ -) قال: ((بينما رجل يجر إزاره من الخيلاء خسف به فهو يتجلجل في الأرض إلى يوم القيامة)) ((٥)).
(٢) تفسير المراغي: ٢٠/ ١٠٢ -١٠٣.
(٣) جامع البيان: ١٠ /١١٥.
(٤) ينظر القصص القرآني: ٣ / ٦٠ - ٦١.
(٥) تقدم تخريجه: ص ٢٥٨.