أختلف الأقوال في هذه الآية، فقيل: أي قالت تخاصم عنه وتحببه إلى فرعون: إنه مما تقر به العيون، وتفرح لرؤيته القلوب، فلا تقتلوه. ثم ذكرت العلة التي قالت لأجلها ما قالت ﴿عَسَى أَنْ يَنفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَدًا﴾، أي: لعلنا نصيب منه خيراً لأني أرى فيه مخايل اليمن ودلائل النجابة، أو نتخذه ولداً لما فيه من الوسامة وجمال المنظر التي تجعله أهلا لتبني الملوك له، وكانت لا تلد فاستوهبته من فرعون، فوهبه لها " ((١)).
أخرج ابن جرير عن محمد بن قيس قال: " قال امرأة فرعون: ﴿قرت عين لي ولك لا تقتلوه﴾ قال فرعون: قرة عين لك أمّا لي فلا. قال محمد بن قيس: قال رسول الله (- ﷺ -) :((لو قال فرعون قرة عين لي ولك لكان لهما جميعاً)) " ((٢)).
٥. ﴿وَهُمْ لاَ يَشْعُرُونَ﴾ :
" أي: بإلقائه هو الذي يفسد ملك فرعون على يده قاله قتادة، وغيره " ((٣)).
ما يستفاد من النصّ
يمكن إن نفيد من هذه الآيات العبر والعضات الآتية:
(٢) الجَامِع لأِحْكَام القُرْآن: ١٣ / ٢٥٤. الدَّرُّ المَنْثُوْرُ: ٦ /٣٩٤. والحديث لم أقف عليه في كتب الحديث.
(٣) الجواهر الحسان في تَفْسِير القُرْآن. عَبْد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن مخلوف الثعالبي. ت ٨٧٦ هـ. مؤسسة الأعلمي للمطبوعات. بيروت. (د. ت).: ٤ /٢٦٥.