قال أبو حيان: " القراءات الشواذ في اللفظة قرأ فضالة بن عبيد، والحسن، ويزيد بن قطيب، وأبو زرعة بن عمرو بن جرير (فَزِعَاً) بالزاي والعين المهملة من الفزع وهو الخوف. وعن ابن عباس (قَرِعًاً) بالقاف وكسر الراء وإسكانها (قَرْعَاً). وقرأ بعض الصحابة (فِزْعًاً) بغين منقوطة، ومعناه ذاهباً. وقرأ الخليل بن أحمد (فُرُغًاً) بضم الفاء والراء ((١)). وقرأ فضالة بن عبيد (فَرِغَاً) بفتح الفاء وكسر الراء ((٢)).
٤. ﴿فَبَصُرَتْ﴾ :
وقرأ قتادة بفتح الفاء والباء والصاد (فَبَصَرت). وقرأ عيسى بكسر الصاد (فَبَصِرَت) ((٣)).
٥. ﴿جُنُبٍ﴾ :
قرأ قتادة، والحسن، والأعرج، وزيد بن علي (جَنْب) بفتح الجيم وسكون النون. وعن قتادة بفتحها (جَنَب). وعن الحسن بضم الجيم وإسكان النون (الجُنْب). وقرأ النعمان بن سالم (عن جَانِب) وكلها بمعنى واحد ((٤)).
القضايا البلاغية
١. الكناية ((٥))، وذلك في قوله تعالى: ﴿وَأَصْبَحَ فُؤَادُ أُمِّ مُوسَى فَارِغًا﴾، فإن ذلك كناية عن فقدان الفعل وطيش اللب. والمعنى أنها حيث سمعت بوقوعه في يد فرعون طاش صوابها وطار عقلها لما أنتابها من فرط الجزع والدهش. ومثله قوله تعالى: ﴿وَأَفْئِدَتُهُمْ هَوَاءٌ﴾ ((٦))، أي: جوف لا عقول فيها، ومنه بيت حسان:

(١) ينظر المحتسب: ٢ /١٤٨.: البَحْر المُحِيْط: ٣ /١٠٦.
(٢) ينظر الكَشَّاف: ٣/١٦٧.
(٣) ينظر الكَشَّاف: ٣ /١٦٧. البَحْر المُحِيْط: ٧/١٠٧.
(٤) ينظر الكَشَّاف: ٣ /١٦٧. مفاتيح الغيب: ١٢/ ٣٢٠. البَحْر المُحِيْط: ٧ /١٠٧.
(٥) الكناية: هو أن تتكلم بالشيء وتريد غيره، وكنى عن الأمر بغيره. معجم المصطلحات البلاغية: ٣ /١٥٤.
(٦) سُوْرَة إِبْرَاهِيمُ: الآية ٤٣.


الصفحة التالية
Icon