الإيجاز ((١)) : فقد حذف المفعول في أربعة أماكن: أحدها مفعول (يسقون)، أي: مواشيهم. والثاني مفعول (تذودان)، أي: مواشيهما، وعلة الحذف أن الفرض هو أن يعلم أنه كان من الناس سقي ومن البنتين ذود، وإنهما قالتا: (لا نسقي)، أي: لا يكون من سقي حتى يصدر الرعاء وأنه كان من موسى سقي ((٢)).
(ماء مدين) مجاز من إطلاق الحال وإرادة المحل ((٣)).
الكناية ((٤)) في قوله تعالى: ﴿وَأَبُونَا شَيْخٌ كَبِيرٌ﴾ فقد استخدمتا الكناية تعبيراً عن المعنى المراد، فقد أرادتا أن تقولا له إننا امرأتان ضعيفتان مستورتان لا نقدر على مزاحمة الرجال ومالنا رجل يقوم بذلك، وأبونا شيخ طاعن في السن قد أضعفه الكبر وأعياه، فلا بد لنا من ترك السقيا وإرجائها إلى أن يقضي الناس أوطارهم من الماء، وبذلك طابق جوابهما سؤاله لأنه سألهما عن علة الذود فقالتا ما قالتاه ((٥)).
المعنى العام
وذكر الرازي اختلاف العلماء في قوله تعالى: ﴿وَلَمَّا تَوَجَّهَ تِلْقَاءَ مَدْيَنَ﴾ :
(٢) ينظر بديع الَقُرْآن: ص ١٨٦. البرهان الكاشف عن إعجاز القرآن. كمال الدين عبد الواحد بن عبد الكريم الزملكاني. تحقيق: د. خديجة الحديثي ود. أحمد مطلوب. الطبعة الأولى. مطبعة العاني. بغداد ١٣٩٤ هـ ـ ١٩٧٤ م.: ص ٢٤٥. إعراب القرآن وبيانه وصرفه: ٥ /٣٠٤.
(٣) ينظر روح المعاني: ٢٠ /٥٩.
(٤) الكناية: هو أن تتكلم بشيء وتريد غيره، وكنى عنه الأمر يغيره. معجم المصطلحات البلاغية: ٣ /١٥٤.
(٥) ينظر الكَشَّاف: ٣ /١٧١. الجدول في إعراب القرآن: ٢٠ /٢٤٥.