قرأ الحسن، وعيسى بالفتح: (عَضَدَكَ). وقرأ زيد بن علي، وقرأ الحسن أيضاً بالضم (عُضُدَك). وعن الحسن أيضاً بضم العين وإسكان الضاد
(عُضْدُكَ). وعن بعضهم بفتح العين وكسر الضاد وإسكانها (عَضِدُك، عَضْدُك) ((١).
القضايا البلاغية
١. الإسناد المجازي في قوله تعالى: ﴿رِدْءاً يُصَدِّقُنِي﴾ قال الزمخشري: " ليس الغرض بتصديقه أن يقول له صدقت أو يقول للناس صدق موسى، وإنما هو أن يلخص بلسانه الحق، ويبسط القول فيه، ويجادل به الكفار كما يفعل الرجل المنطيق ذو العارضة، فذلك جار مجرى التصديق المفيد كما يصدق القول بالبرهان، ألا ترى إلى قوله: ﴿وَأَخِي هَارُونُ هُوَ أَفْصَحُ مِنِّي لِسَانًا فَأَرْسِلْهُ مَعِي﴾، وفضل الفصاحة إنما يحتاج إليه لذلك، لا لقوله صدقت، فإن سَحْبَان وبَاقِلاّ يستويان فيه، أو يصل جناح كلامه بالبيان حتى يصدقه الذي يخاف تكذيبه، فأسند التصديق إلى هارون، لأنه السبب فيه إسناداً مجازياً، ومعنى الإسناد المجازي: أن التصديق حقيقة في المصدق، فإسناده إليه حقيقية، وليس في السبب تصديق، ولكن استعير له الإسناد لأنه لابس التصديق بالتسبب كما لابسه الفاعل بالمباشرة، والدليل على ذلك قوله: ﴿إِنِّي أَخَافُ أَنْ يُكَذِّبُونِي﴾ " ((٢)).
٢. الاستعارة التمثيلية في قوله تعالى: ﴿سَنَشُدُّ عَضُدَكَ بِأَخِيكَ﴾ " شبّه حال موسى (- عليه السلام -) في تقويته بأخيه بحال اليد في تقويتها بعضد شديد، ويجوز أن يكون هناك مجاز مرسل من باب إطلاق السبب على المسبب بمرتبتين بأن يكون الأصل سنقويك به، ثم نؤيدك، ثم سنشد عضدك به " ((٣)).
المعنى العام

(١) ينظر المحتسب: ٢ /١٥٢. البحر المحيط: ٧/ ١١٨. إتحاف فضلاء البشر: ص ٣٤٣ غيث النفع: ص ٣١٦.
(٢) الكَشَّاف: ٣ /١٧٦.
(٣) محاسن التأويل: ١٣/ ٤٧٠٦ وينظر الجدول في إعراب القران: ٢٠/ ٢٥٦- ٢٥٨.


الصفحة التالية
Icon