قرأ الحسن (وَصَلْنا) بالتخفيف ((١)).
القضايا البلاغية
المجاز العقلي: ﴿أَنشَأْنَا قُرُونًا﴾ المراد به الأمم، لأنهم يخلقون في تلك الأزمنة، فنسب إلى القرون بطريق المجاز العقلي ((٢)).
﴿تُصِيبَهُمْ مُصِيبَةٌ﴾ جناس الاشتقاق، ويسمّى أيضاً جناساً ناقصاً ((٣)) ((٤)).
﴿بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ﴾ مجاز مرسل ((٥)). قال الزَّمَخْشَرِيّ: " لما كانت أكثر الأعمال تزاول بالأيدي جعل كلّ عمل معبراً عنه باجتراح الأيدي وتقديم الأيدي وإن كان من أعمال القلوب، وهذا من الاتساع في الكلام وتصير الأقل تابعاً للأكثر وتغليب الأكثر على الأقل " ((٦))، أي: من باب إطلاق الجزء على الكل، فالمجاز المرسل بذلك تعلق بما قدمته أيديهم، والأيدي لا تقدم العمل لأن العمل لا يمسك باليد، فكان التعبير القرآني ﴿بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ﴾ دالاً على عظم الصيغة القرآنية في تصوير القضايا البلاغية.

(١) الكَشَّاف: ٣ /١٨٤. الجَامِع لأِحْكَام القُرْآن: ٦ /٥٠١١. معجم القراءات القرآنية: ٥ /٢٨.
(٢) صفوة التفاسير: ٢ /٤٤٣.
(٣) الجناس الناقص، هو التجنيس الناقص، أي غير التام والكامل، وذلك أن يكون نقص في إحدى الكلمتين، وذلك بأن يكون الاختلاف واقعاً في هيئة الحروف. معجم المصطلحات البلاغية: ٢/١٠٨.
(٤) البلاغة الَقُرْآنية. د. عَبْد الله أدهم. الطبعة الثانية. القاهرة. ١٩٩٠م.: ص ١١٥.
(٥) المجاز المرسل: هو الكلام المستعمل في غير المعنى الذي وضع له لعلاقة غير المتشابه مع قرينة مانعة من إرادة المعنى الأصلي. ينظر تنبيه الوسنان إلى علم البَيَان. د. عَبْد الرَّزَّاق عَبْد الرَّحْمَن السَّعْدِي. دار الأنبار للطابعة والنشر. بغداد. ١٩٩٧ م: ص ٢٩.
(٦) الكَشَّاف: ٣/ ١٨٤.


الصفحة التالية
Icon