٢ ـ اختلف المفسرون في إسلام (أبي طالب) استناداً إلى مدلولات هذه الآية
﴿إِنَّكَ لاَ تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ﴾، ومن الأحاديث الواردة في سبب نزول هذه الآية. قال قسم من المفسرين: إنه لم يسلم. وقال آخرون إنه الأسلم. قال الرازي: " وهذه الآية لا دلالة في ظاهرها على كفر أبي طالب ". وذكر الطباطبائي أن الروايات المستفيضة عن أهل البيت دلت على إيمانه " والمنقول من أشعاره بالإقرار على صدق النبي (- ﷺ -) وحقية دينه، وهو الذي آوى النبي (- ﷺ -) صغيراً وحماه بعد البعثة وقبل الهجرة فقد كان آثر مجاهدته وحده في حفظ نفسه الشريف " ((١)).
الذي أراه أن الثابت في الروايات الصحيحة الواردة في سبب نزول هذه الآية أنه مات على غير الإسلام، أما ما استدل به الطباطبائي من أشعار أبي طالب على إسلامه فليس بحجة، فليس فيها دلائل على إسلامه وإنما فيها دلالة على نصرته، ولم ينكره أحد، كقوله:

كذبتم وبيت الله لا تقتلونه ولما نطاعن عن حوله ونقاتل
ونسلمه حتَّى نصرع حوله ونذهل عن أبنائنا والحلائل ((٢))
(١) ينظر تفسير الميزان: ١٦/ ٥٧.
(٢) ينظر حاشية الشيخ زاده: ٢ /٥١٨.


الصفحة التالية
Icon