الفصل الأول: التمهيدي
المبحث الأول: دراسة عامة عن السّورة
المطلب الأول: اسمها
" ثبت أن جميع أسماء السور بالتوقيف من الأحاديث والآثار " ((١)). والمعروف أن تسمية السور القرآنية على ما يبدو من أسمائها، كتسمية السورة بكلمة أو باشتقاق كلمة واردة فيها، وأن اختلاف المصاحف في تسمية بعض السور ناشئ عن تعدد الروايات الواردة في ذلك ((٢)).
" ومن عادة العرب قديماً أن تراعي في كثير من المسميات أخذ أسمائها من شيء نادر أو مستغرب، يكون في الشيء من خلق أو صفة تخصه، ويسمون القصيدة بأشهر ما ورد فيها، وعلى ذلك جرت أسماء سور القرآن، لأن الَقُرْآن الكَرِيم جاء على سنن العرب في كلامها وخطابها ((٣)).
وسورة القصص سميت بذلك لاشتمالها على كلمة (القصص) في قوله تعالى: ﴿وَقَصَّ عَلَيْهِ الْقَصَصَ﴾ ((٤))، أي: وقص موسى على شعيب ((٥)).
وهي السّورة الوحيدة التي انفردت بذكر موسى (- عليه السلام -) وسبب هجرته من مصر إلى مدين، وهو المذكور بعد تفصيله بقوله تعالى: ﴿فَلَمَّا جَاءهُ وَقَصَّ عَلَيْهِ الْقَصَصَ﴾ ((٦)).
(٢) ينظر المصاحف. أبو بكر عَبْد الله بن أَبِي داود السجستاني. ت ٣١٦ هـ. نشره: د. آرثر جفري. مطبعة الرحمانية. مصر. ١٩٣٦ م: ص ١٨٢ - ١٨٣.
(٣) الإتقان: ١/ ٥٥.
(٤) سُوْرَة الْقَصَصِ: الآية ٢٥.
(٥) بصائر ذوي التمييز في لطائف الكتاب العزيز. مجد اليدن مُحَمَّد بن يعقوب الفيروزآبادي المتوفى سنة ٨١٧ هـ. تحقيق: مُحَمَّد علي النجار. مطابع شركة الإعلانات الشرقية. القاهرة. ١٣٨٣هـ ـ ١٩٦٣ م: ١/٣٥٣.
(٦) سُوْرَة الْقَصَصِ: الآية ٢٥.