وهكذا نجد أن قوله تعالى: ﴿وَنُرِيدُ أَنْ نَمن عَلَى الذين اسْتُضْعِفُوا في الأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمْ الْوَارِثِينَ﴾ ((١)) يشمل اليوم في دلالاته المسلمين والإسلام، لأنهم استضعفوا في الأرض بعد أن تفرقوا قبل بروز الصحوة الإسلامية، ثم أنهم الآن الأئمة، ولا ريب في أن الوعد الإلهي حق في أن الوراثة لهم، ولا وراثة قبل هلاك أميركا وزوالها، وذهاب دولة إسرائيل على ما ورد في سورة الإسراء، وفي أحاديث رسول الله ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ عن مقاتلة اليهود مصداقاً لهذه الآية من سورة القصص ((٢)).
وعن الزوال في سورة القصص نجد قوله تعالى: ﴿وَنُمَكِّنَ لَهُمْ في الأَرْضِ وَنُرِي فِرْعَوْن وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا مِنْهُمْ مَا كَانُوا يَحْذَرُونَ﴾ ((٣))، وهذا يشبه إلى حد كبير ما ابتدأت أميركا وإسرائيل والجنود يروه من علامات الزوال:
أميركا وأحداث ١١ / أيلول (مقابل فرعون).
إسرائيل وانتفاضة الأقصى المباركة (مقابل هامان).
جنود العولمة وحركات مناهضة العولمة (مقابل قارون).
وهذا من الأدلة على الصدق الإلهي للنص القرآني.

(١) سُوْرَة الْقَصَصِ: الآية ٥.
(٢) من ذلك ما رواه البخاري عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ ـ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا ـ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ قَالَ: ((تُقَاتِلُونَ الْيَهُودَ حَتَّى يَخْتَبِيَ أَحَدُهُمْ وَرَاءَ الْحَجَرِ، فَيَقُولُ: يَا عَبْدَ اللَّهِ هَذَا يَهُودِيٌّ وَرَائِي فَاقْتُلْهُ)). صَحِيْح البُخَارِي: كتاب الجهاد والسير، باب قتال اليهود ٣ /١٠٧٠ رقم (٢٧٦٧).
(٣) سُوْرَة الْقَصَصِ: الآية ٦.


الصفحة التالية
Icon