ونجد في سورة القصص أن قوله عزَّ وجلَّ: ﴿وَنَجْعَلُ لَكما سُلْطَانًا﴾ ((١))، يمكن أن تجعل كل مؤمن ومسلم يتوكل على الله عزَّ وجلَّ ويدعون بدعاء صادق وبدعوتهم لكل أمة مُحَمَّد (- ﷺ -) بالنصر بدليل دعاء موسى لأخيه هارون ـ عليهما السلام ـ بالغيب.
أما قوله تعالى: ﴿أَنْتُمَا وَمن اتَّبَعَكما الْغَالِبُونَ﴾ ((٢))، فإنه شامل لكل من آمن بموسى وهارون ـ عليهما وعلى نبينا الصلاة والسلام ـ والمسلمون جميعاً يؤمنون بهما ويتبعونهما وفق قوله تعالى: ﴿لا نُفَرِّقُ بين أَحَدٍ من رُسُلِهِ﴾ ((٣))، فحقت حقيقة الوعد الإلهية بالغلبة للمتبعين، وهذا من المعاني الدلالية الكامنة.
ونجد في سورة القصص أن قوله تعالى: ﴿وَمن تَكُونُ لَهُ عَاقِبَةُ الدَّارِ﴾ ((٤))، يشمل أمة الإسلام التي جعلت لها في جاه رسول الله (- ﷺ -) عاقبة الدار، ولا شك أنها اليوم بحاجة ماسة إلى أن تعيد صلتها بعاقبة الدار، لتكون الأمة في انتصارها مع المصطفين الأخيار.
ونجد ضمن مبشرات انتصار الإسلام القادم ـ إن شاء الله العلي العظيم ـ في سورة القصص قوله عز من قائل: ﴿فَأَخَذْنَاهُ وَجُنُودَهُ فَنَبَذْنَاهُمْ في الْيَمِّ فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الظَّالِمِينَ﴾ ((٥))، فدلت هذه الآية في بناءها ومعناها أن عاقبة الظالمين تشمل كل ظالم، كافر في كل جيل من الأجيال القديمة والحديثة والقادمة على حد سواء، وهذا وعد من الوعود الإلهية الغنية بانتصار الإسلام.

(١) سُوْرَة الْقَصَصِ: الآية ٣٥.
(٢) سُوْرَة الْقَصَصِ: الآية ٣٥.
(٣) سُوْرَة البَقَرَةِ: الآية ٢٨٥.
(٤) سُوْرَة الْقَصَصِ: الآية ٣٧.
(٥) سُوْرَة الْقَصَصِ: الآية ٤٠.


الصفحة التالية
Icon