وتتلخص آليات الاستعداد لمواجهة الولايات المتحدة الأميركية، وكل من كان على شاكلتها في سورة القصص في آيات كثيرة، مثل قوله تعالى: ﴿وَنُرِيدُ أَنْ نَمن عَلَى الذين اسْتُضْعِفُوا في الأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمْ الْوَارِثِينَ﴾ ((١)).
فإن هذه الآية في دلالتها العامة والخاصة تشمل الاستعداد بالقوة لوراثة الأرض من أميركا التي استضعفت المؤمنين.
ثم نجد أن قوله تعالى: ﴿أَنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ﴾ ((٢))، يدل في دلالته الحديثة المعاصرة على أن ما وعد به الله عزَّ وجلَّ في الثواب الكريم، ورسوله ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ في السنة النبوية الشريفة من انتصار الإسلام بعد أخذ الحذر والاهبة والاستعداد لقتال الكفرة واليهود، هو أمر متحقق إن شاء الله العلي العظيم.
ولا ننسى هاهنا أن أميركا تمثل اليهود، وأن الوعد النبوي الذي ما ينطق صاحبه عن الهوى ـ عليه الصلاة والسلام ـ بقتال اليهود والانتصار عليهم، يشمل أميركا بدلالته، وهو ما نجده في سورة القصص في قوله تعالى: ﴿قَالَ سَنَشُدُّ عَضُدَكَ بِأَخِيكَ وَنَجْعَلُ لَكما سُلْطَانًا فَلاَ يَصِلُونَ إِلَيْكما بِآيَاتِنَا أَنْتُمَا وَمن اتَّبَعَكما الْغَالِبُونَ﴾ ((٣)).
ونجد ضمن الاستعداد لمواجهة أميركا قوله تعالى: ﴿وَأَتْبَعْنَاهُمْ في هَذِهِ الدُّنْيَا لَعْنَةً﴾ ((٤))، فالآية تدل على أن من فعل فعل فرعون وهامان وجنودهما ملعون في الدنيا، وفي الاستعداد لمواجهة أميركا (فرعون العصر وهامانه)، (إذا جاز لي هذا التعبير)، نجد أن أميركا (أمة ملعونة) كما وصفها بعض أبنائها من قبل!.
(٢) سُوْرَة الْقَصَصِ: الآية ١٣.
(٣) سُوْرَة الْقَصَصِ: الآية ٣٥.
(٤) سُوْرَة الْقَصَصِ: الآية ٤٢.