فـ " القَوَانِس " منصوب بفعل مقدر أي : بـ " ضرب " لا بـ " أضرب "، وفي ادعاء مثل ذلك في الآية الكريمة بعد الحَذْفِ يتبيّن المفضل عليه، والناصب لـ " ما ".
فصل في بيان علام الجواب في الآية اختلف علماء التأويل في هذا الجواب وهو قوله :" إِنَّي أَعْلَمُ مَا لا تَعْلَمُونَ " فقيل : إنه جواب لتعجّبهم، كأنه قال : لا تتعجّبوا من أن فيهم من يفسد، ويقتل، فإني أعلم مع هذا أن فيهم صالحين، ومتّقين، وأنتم لا تعلمون.
وقيل : إنه جواب لغمّهم كأنه قال : لا تغتمّوا بسبب وجود المفسدين، فإني أعلم أيضاً أن فيهم جمعاً من المتّقين، ومن لو أقسم على لأبرّه.
وقيل : إنه طلب الحكمة كأنه قال : إن مصلحتكم أن تعر فرا وجه الحكمة فيه على الإجمال دون التفصيل.
بل ربما كان ذلك التفصيل مفسدة لكم.
وقال " ابن عباس " : كان " إبليس " - لعنة الله - قد أعجب ودخله الكِبَرُ لما جعله خازن السّماء، وشرفه، فاعتقد أن ذلك لمزيّةٍ له، فاستحب الكفر والمعصية في جانب آدم - عليه الصلاة والسلام - وقالت الملائكة :" ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك "، وهي لا تعلم أن في نفس إبليس خلاف ذلك، فقال الله لهم :" إني أعلم ما لا تَعْلَمُونَ "، وقيل : المعنى عام، أي : أعلم ما لا تعلمون مما كان، وما يكون، وما هو كائن.
جزء : ١ رقم الصفحة : ٤٦٣