وقال تعالى :﴿وَجَعَلُواْ بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْجِنَّةِ نَسَباً﴾ [الصافات : ١٥٨] يعني : الملائكة.
واعلم أن المستثنى على أربعة أقسام : قسم واجب النّصْب، وقسم واجب الجَرّ، وقسم جائز فيه النصب والجر، وقسم جائز فيه النَّصْب والبَدَل مِمَّا قبله، والأرجح البدل.
الأول : المُسْتَثْنَى من الموجب والمقدّم، والمكرر والمنقطع عند " الحجاز " مطلقاً، والواقع بعد " لا يَكُون " و " لَيْسَ " و " ما خَلاَ " و " ما عَدَا " عند غير الجَرْمِيّ ؛ نحو :" قَامَ القَوْمُ إلاَّ زَيْداً "، و " مَا قَامَ إلاَّ زَيْداً القَوْمُ "، و " ما قَامَ أحدٌ إلاّ زَيْداً إلا عَمْراً "، و " قاموا إلاّ حِمَاراً " و " قَامُوا لا يكونُ زيداً " و " مَا خضلاَ ويداً " و " مَا عَدَا زيداً ".
الثاني : المستثنى بـ " غَيْر " و " سِوًى " و " سُوًى " و " سَوَاء ".
الثالث : المستثنى بـ " عَدَا " و " حَاشَا " و " خَلاَ ".
الرابع : المستثنى من غير الموجب ؛ نحو :﴿مَّا فَعَلُوهُ إِلاَّ قَلِيلٌ﴾ [النساء : ٦٦].
و " إبليس " اختلف فيه، فقيل : إنه اسم أعجمي منح من الصّرف للعلمية والعُجْمة، وهذا هو الصّحيح، قاله " الزَّجاج " وغيره ؛ وقيل : أنه مشتقٌّ من " الإبْلاَس " وهو اليأس من رحمة الله - تعالى - والبعدُ عنها ؛ قال :[السريع أو الرجز] ٣٨٥ - …………………………
وَفِي الْوُجُوهِ صُفْرَةٌ وَإِبْلاَسْ


الصفحة التالية
Icon