لكون " أمَّرنَا " من الإمارة ؛ لأنَّ رئاستهم لا تكون إلاَّ لواحد بعد واحد، والإهلاكُ إنَّما يكون في مدَّة واحدةٍ ".
ورُدَّ على الفارسي : بأنَّا لا نسلم أنَّ الأمير هو الملكُ ؛ حتى يلزم المترف إذا ملك، ففسق، ثم كذلك، كثر الفساد، ونزل بهم على الآخر من ملوكهم العذاب، واختار أبو عبيدة قراءة العامة وقال : فإنَّ المعاني الثلاثة تجتمع فيها، يعني : المر، والإمارة، والكثير.
المترف في اللغة : المُنَعَّم، والغنيُّ : الَّذي قد أبطرته النِّعمة، وسعةُ العيش.
قوله تعالى :﴿فَفَسَقُواْ فِيهَا﴾ أي : خرجوا عمَّا أمرهم الله.
﴿فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ﴾ : أي : وجب عليها العذاب.
﴿فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيراً﴾ أي : خرَّبناها، وأهلكنا من فيها، وهذا كالتقرير، لقوله - تعالى - :﴿وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً﴾ [الإسراء : ١٥].
٢٣٨


الصفحة التالية
Icon