وَلاَ كَهَذَا الَّذِي في الأَرْضِ مَطْلُوبُ
الأصل : وَيْلٌ لأُمِّهَا، فحذفَ اللامَ الأُولَى، واستثقَلَ ضَمَّةَ الهمزةِ بعد الكَسْرَةِ، فنقلَها إلى اللام بعد سَلْبِ حَرَكَتِها، وحذَفَ الهَمْزَةَ، ثم أَتْبَعَ اللاَّمَ المِيمَ، فصار اللفظ :" وَيْلِمِّهَا ".
ومِنْهم مَنْ لا يُتْبِعُ، فيقول :" وَيْلُمِّهَا " بِضَمِّ اللاَّمِ، قال :[البسيط] ٤٣ - وَيْلُمِّهَا خُلَّةً قَدْ سِيْطَ مِنْ دَمِهَا
فَجْعٌ وَوَلْعٌ وَإِخْلافٌ وتَبْديلُ
ويحتملُ أَنْ تَكُونَ هذه القراءةُ مِنْ رَفْعٍ، وأَنْ تَكُونَ مِنْ نَصْبٍ، لأنَّ الإعرابَ نُقَدَّرٌ مَنَعَ من ظُهُورِهِ حَرَكَةُ الإتباعِ.
قرىء أيضاً :" لُلَّهِ " بضم لاَمِ الجَرِّ، قَالُوا : وهي إتباعٌ لحركةِ الدَّالِ وفضّلها الزمخشريُّ على قراءة كَسْرِ الدَّالِ، مُعَلِّلاً لذلك بِأَنَّ إتباعَ حركَةِ الإعرابِ أَحْسَنُ مِنَ العَكْسِ، وهي لغةُ بَعْضِ " قَيْس "، يُتْبِعُون الثانِي نحو :" مُنْحَدُر ومُقُبِلِينَ " بضم الدَّال والقاف لأجل الميم، وعليه قرىء :﴿مُرُدفين﴾ [الأنفال : ٩] بِضَمِّ الراءِ، إِتْباعاً لِلْمِيمِ.
فهذه أَرْبَعُ قِرَاءَاتٍ في " الحَمْدِ للهِ ".
ومعنى لام الجَرِّ - هنا - الاستحقاقُ أَيْ : الحمدُ مستحقٌّ لله - تعالى - ولها معانٍ أخر نَذْكُرُها وهي : المُلْكُ : المالُ لِزَيْدٍ.
والاستحقاقُ : الجُل لِلْفَرَسِ.
والتَّمْليكُ : نحو : وهبتُ لَكَ وَشِبْهُهُ نحو :﴿جَعَلَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجاً﴾ [الشورى : ١١] لتسكنوا إليها.
والنسب : نحو : لِزَيْدٍ عَمٌّ.
والتعليلُ : نحو :﴿لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ﴾ [النساء : ١٠٥]، والتبليغُ : نحو : قُلْتُ لَكَ.
والتبليغُ : نحو قلتُ لك.
وللتعجُّبِ في القَسَمِ خاصَّةً ؛ كقوله :[البسيط]
١٧٣
٤٤ - للهِ يَبْقَى عَلَى الأَيَّامِ ذُو حِيَدٍ
بِمُشْمَخِرٍّ بِهِ الظَّيَّانُ وَالآسُ
والتَّبيِينُ نحو قولِه تَعَالَى :﴿هَيْتَ لَكَ﴾ [يوسف : ٢٣].
والصيرورةُ : نحو قولِهِ تَعَالَى :﴿لِيَكُونَ لَهُمْ عَدُوّاً وَحَزَناً﴾ [القصص : ٨].
والظرفية إِمَّا بِمَعْنَى " فِي " : كقوله تعالى :﴿وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ﴾ [الأنبياء : ٤٧]، أَوْ بِمَعْنَى " عِنْدَ " : كقولِهم :" كَتَبُتُهُ لِخَمْسٍ "، أيْ : عِنْدَ خَمْسٍ، أَوْ بِمَعْنَى " بَعْدَ " : كقوله تعالى :﴿أَقِمِ الصَّلاَةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ﴾ [الإسراء : ٧٨] أيْ : بَعْدَ دُلُوكها.
والانتهاءُ : كقوله تعالى :﴿كُلٌّ يَجْرِي لأَجَلٍ مُّسَمًّى﴾ [الرعد : ٢].
والاستعلاءُ : نحو قوله تعالى :﴿وَيَخِرُّونَ لِلأَذْقَانِ﴾ [الإسراء : ١٠٩].
وقد تُزَادُ باطّرادِ في معمول الفعلِ مُقدَّماً عليه ؛ كقولِه تَعَالى :﴿إِن كُنتُمْ لِلرُّؤْيَا تَعْبُرُونَ﴾ [يوسف : ٤٣] [وإذا] كان العامِلُ فرعاً، نحو قوله تعالى :﴿فَعَّالٌ لِّمَا يُرِيدُ﴾ [هود : ١٠٧].
وَبِغَيْرِ اطرادٍ ؛ نحو قوله في ذلك البيت :[الوافر] ٤٥ - فَلَمَّا أَنْ تَوَاقَفْنَا قَليلاً
أَنَخْنَا لِلكَلاَكِلِ فَارتَمَيْنَا
جزء : ١ رقم الصفحة : ١٦٨
وأما قولُه تَعَالَى :﴿عَسَى أَن يَكُونَ رَدِفَ لَكُم﴾ [النمل : ٧٢] فقِيل : على التَّضْمِينِ، وقِيلَ : هي زَائِدَةٌ.
ومن الناسِ مَنْ قال : تقديرُ الكَلام : قُولُوا : الحمد لله.
١٧٤