سورة غافر
مكية وتسمى سورة الطول، وسورة المؤمن، وهي خمس وثمانون آية، وألف ومائة وتسع وتسعون كلمة واربعة آلافوتسعمائة وستون حرفا.
جزء : ١٦ رقم الصفحة : ٥٥٧
قوله تعالى :﴿حما﴾ كقوله الَمَ وبابه، وقرأ الأخوان وأبو بكر وابن ذكوان بإمالة (حا) في السور السبع إمالة محضة، وورش، وأبو عمرو بالإمالة بين بين، والباقون بالفتح، والعامة على سكون الميم كسائر الحروف المقطعة.
وقرأ الزهري برفع الميم على أنه خبر مبتدأ مضمر، أو مبتدأ والخبر ما بعدها، وابن إسحاق وعيسى بفتحها وهي تحتمل وجهين : أحدهما : أنها منصوبة بفعل مقدر أي اقرأ حم، وإنما منع من الصرف للعملية والتأنيث، أو العلمية وشبه العجمة وذلك أنه لس في الأوزان العربية وزن " فاعيل " بخلاف الأعجمية نحو قابيل وهابيل.
والثاني : أنها حركة بناء تخفيفاً كَأَيْنَ وكَيْفَ.
وفي احتمال هذه الوجهين ولن الكميت : ٤٣١٤ـ وَجَدْنَا لَكُمْ في آلِ حَامِيم آيَةً
تَأَوَّلَهَا مِنَّا تَقِيٌّ ومُعْرِبُ
وقول شُرَيح بن أوفى : ٤٣١٥ـ يُذَكِّرُنِي حَامِيم والرُّمْحُ شَاجِرٌ
فَهَلاَّ تَلاَ حَامِيمَ قَبْلَ التَّقَدُّمِ
وقرأ أبو السَّمَّالِ بكسرها، وهل يجوز أن يجمع (حم) على " حواميم " ونقل ابن الجوزي عن شيخه الجواليقي أنه خطأ وليس بصواب بل الصواب أن تقول قرأت أل حم، وفي الحديث عن ابن مسعود ـ رضي الله عنه ـ، عن النبي ﷺ ـ " إذَا وَقَعْتُ فِي آلِ حمَ وَقَعْتُ في رَوْضَاتٍ أَتأَنَّقُ فيهن " وقال سعيد بن إبراهيم : كلّ آل حم يسمين العرائس، قال الكُمَيْتُ : ٤٣١٦ـ وحدنا لكم في آل حاميم..............
.................................
ومنهم من جوزه، وروي في ذلك أحاديث منها قوله ـ عليه (الصلاة و) السلام :" الحَوَامِيمُ دِيبَاجُ القرآن "، وقوله ـ عليه الصلاة والسلام ـ :" الحواميمُ سبعُ وأبوابٌ جهنَّمَ سبعُ : جهنمُ والحُطَمَةٌ ولَظَى والسعيرُ وسَقَرُ والهاويةُ والجحيمُ فتجيء كل جسم منهم يوم القيامة على باب من هذه الأبواب فتقول لا يدخل النار من كان يؤمن بي ويقرأني " وقوله ـ عليه الصلاة والسلام ـ :" لكل شيء ثمرةٌ وثمرةُ القرآن ذواتُ حم هن روضات حسان مخصبات متجاورات فمن أجب أن يَرْتَعَ في رِيَاضِ الجنة فليقرأ الحواميم "، وقوله ـ عليه الصلاة والسلام ـ :" الحواميم في القرآن كمثل الحِبَرَاتِ في الثياب " وقال ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ لكل شيء لُباب ولُباب القرآن الحواميمُ.
فإن صحت هذه الأحاديث فهي الفصل في ذلك.
قوله " تَنْزِيلُ " إما خبرٌ لـ " حمَ " إن كانت مبتدأ، وإما خبر لمبتدأ مضمر، أو مبتدأ وخبره الجار بعده.
قال ابن الخطيب : قال " تنزيل " والمراد منه المنزل.
فصل روي السُّدي عن ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ قال : حم اسم الله الأعظم، وروى عكرمة عنه قال : الم وحم ون حروف الرحمن مقطعة، وقاله سعيد بن جبير :(وقال) عطاء الخراساني : الحاء افتتاح أسمائه حكيم حميد حي حليم حنان، والميم افتتاح اسمائه ملك مجيد.
قال الضحاك والكسائيّ معناه قضى ما هو كائن كأنهما أشارا إلى أن معناه : حُمَّ، بضم الحاء وتشديد الميم.
قوله " مِنَ اللهِ " لما ذكر أن حم تنزيل الكتاب وجب بيان أن المنزل من هو ؟ فقال : من الله، ثم بين أن الله تعالى موصوف بصفات الجلالة فقال " العَزِيزِ العَلِيمِ ".
فبين أنه بقدرته وعلمه نزل القرآن الذي يتضمن المصالح والإعجاز، ولولا كونه عزيزاً عالماً لما صح ذَلك.
قوله تعالى :﴿غَافِرِ الذَّنبِ وَقَابِلِ التَّوْبِ شَدِيدِ الْعِقَابِ﴾ في هذه الأوصاف ثلاثة أوجه :


الصفحة التالية
Icon