أما إذا كان منصوباً نحو :" قليلاً ضربت، أو قليلاً ما ضربت " على أن تكون " ما " مصدرية، فإن ذلك لا يجوزُ ؛ لأنه في " قليلاً ضربت " منصوب بـ " ضربت "، ولم تستعمل العرب " قليلاً "، إذا انتصب بالفعل نفياً، بل مقابلاً لكثير، وأما في " قليلاً ما ضربت " على أن تكون " ما " مصدريةٌ، فتحتاج إلى رفع " قليل " ؛ لأن " ما " المصدرية في موضع رفع على الابتداء.
انتهى ما رد به عليه.
قال شهاب الدين :" وهذا مجرد دعوى ".
وقرأ ابنُ كثيرٍ وابن عامر بخلافِ عن ابن ذكوان :" يؤمنون، يذكرون " بالغيبة حملاً على " الخاطئون " والباقون : بالخطاب، حملاً على " بما يبصرون ".
وأبيّ : وتتذكرون " بتاءين ".
فصل في القرآن الكريم قوله :﴿وما هو بقول شاعرٍ﴾ ؛ لأنه مبيانٌ لصنوفِ الشعر كلِّها، ﴿ولا بقول كاهنٍ﴾ ؛ لأنه ورد بسببِّ الشياطين وشتمهم فلا ينزلون شيئاً على من سبِّهم.
وقوله :﴿قَلِيلاً مَّا تُؤْمِنُونَ﴾، المراد بالقليل من إيمانهم هو أنهم إذا سئلوا من خلقهم قالوا : الله.
٣٤٢
وقيل : إنهم قد يؤمنون في قلوبهم إلا أنهم يرجعون عنه سريعاً، ولا يتممون الاستدلال، ألا ترى إلى قوله تعالى :﴿إنَّهُ فَكَّرَ وَقَدَّرَ﴾ [المدثر : ١٨] إلا أنه في آخرِ الأمرِ قال :﴿إِنْ هَـاذَآ إِلاَّ سِحْرٌ يُؤْثَرُ﴾ [المدثر : ٢٤].
وقال مقاتل : يعني بالقليل أنهم لا يصدقون بأن القرآن من الله تعالى، والمعنى لا يؤمنون أصلاً، والعربُ يقولون : قلّ ما تأتينا، يريدون لا تأتينا.
قوله :﴿تَنزِيلٌ مِّن رَّبِّ الْعَالَمِينَ﴾، هذه قراءةُ العامة، أعني الرَّفع على إضمار مبتدأ، أي : هو تنزيلٌ وتقدم مثله.
وأبو السِّمال :" تنزيلاً " بالنصب على إضمار فعل، أي : نزل تنزيلاً.
قال القرطبي : وهو عطفٌ على قوله :﴿إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ﴾ أي : إنه لقول رسول كريم، وهو تنزيل من رب العالمين.
جزء : ١٩ رقم الصفحة : ٣٤٠
أما إذا كان منصوباً نحو :" قليلاً ضربت، أو قليلاً ما ضربت " على أن تكون " ما " مصدرية، فإن ذلك لا يجوزُ ؛ لأنه في " قليلاً ضربت " منصوب بـ " ضربت "، ولم تستعمل العرب " قليلاً "، إذا انتصب بالفعل نفياً، بل مقابلاً لكثير، وأما في " قليلاً ما ضربت " على أن تكون " ما " مصدريةٌ، فتحتاج إلى رفع " قليل " ؛ لأن " ما " المصدرية في موضع رفع على الابتداء.
انتهى ما رد به عليه.
قال شهاب الدين :" وهذا مجرد دعوى ".
وقرأ ابنُ كثيرٍ وابن عامر بخلافِ عن ابن ذكوان :" يؤمنون، يذكرون " بالغيبة حملاً على " الخاطئون " والباقون : بالخطاب، حملاً على " بما يبصرون ".
وأبيّ : وتتذكرون " بتاءين ".
فصل في القرآن الكريم قوله :﴿وما هو بقول شاعرٍ﴾ ؛ لأنه مبيانٌ لصنوفِ الشعر كلِّها، ﴿ولا بقول كاهنٍ﴾ ؛ لأنه ورد بسببِّ الشياطين وشتمهم فلا ينزلون شيئاً على من سبِّهم.
وقوله :﴿قَلِيلاً مَّا تُؤْمِنُونَ﴾، المراد بالقليل من إيمانهم هو أنهم إذا سئلوا من خلقهم قالوا : الله.
٣٤٢
وقيل : إنهم قد يؤمنون في قلوبهم إلا أنهم يرجعون عنه سريعاً، ولا يتممون الاستدلال، ألا ترى إلى قوله تعالى :﴿إنَّهُ فَكَّرَ وَقَدَّرَ﴾ [المدثر : ١٨] إلا أنه في آخرِ الأمرِ قال :﴿إِنْ هَـاذَآ إِلاَّ سِحْرٌ يُؤْثَرُ﴾ [المدثر : ٢٤].
وقال مقاتل : يعني بالقليل أنهم لا يصدقون بأن القرآن من الله تعالى، والمعنى لا يؤمنون أصلاً، والعربُ يقولون : قلّ ما تأتينا، يريدون لا تأتينا.
قوله :﴿تَنزِيلٌ مِّن رَّبِّ الْعَالَمِينَ﴾، هذه قراءةُ العامة، أعني الرَّفع على إضمار مبتدأ، أي : هو تنزيلٌ وتقدم مثله.
وأبو السِّمال :" تنزيلاً " بالنصب على إضمار فعل، أي : نزل تنزيلاً.
قال القرطبي : وهو عطفٌ على قوله :﴿إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ﴾ أي : إنه لقول رسول كريم، وهو تنزيل من رب العالمين.
جزء : ١٩ رقم الصفحة : ٣٤٠
قوله :﴿وَلَوْ تَقَوَّلَ﴾، هذه قراءةُ العامَّة، " تَفعَّل " من القول مبنيّاً للفاعل.
قال الزمخشريُّ :" التقوُّلُ، افتعالُ القولِ ؛ لأن فيه تكلُّفاً من المفتعل ".
وقرأ بعضهم :" تُقُوَّلَ " مبنياً للمفعول.
فإن كان هذا القارىءُ رفع بـ " بَعْضَ الأقاويل " فذاك، وإلا فالقائم مقام الفاعل الجار، وهذا عند من يرى قيام غير المفعول به مع وجوده.
وقرأ ذكوانُ وابنه محمد :" يَقُولُ " مضارع " قَالَ ".
و " الأقاويل " جمعُ :" أقوال "، و " أقوال " جمع :" قول "، فهو نظير :" أبَابيب " جمع :" أبياتٍ " جمع " بيتٍ ".
وقال الزمخشريُّ : وسمى الأقول المنقولة أقاويل تصغيراً لها وتحقيراً، كقولك :" الأعاجيب " و " الأضاحيك "، كأنها جمع " أفعولة " من القول.
٣٤٣


الصفحة التالية
Icon