سورة النبأ
مكية، وهي أربعون أو أحدى وأربعون آية، ومائة وثلاثة وسبعون كلمة، وسبعمائة وسبعون حرفا.
جزء : ٢٠ رقم الصفحة : ٨٩
قوله تعالى :﴿عَمَّ يَتَسَآءَلُونَ﴾ قد تقدم أن البزي يدخل هاء السكت عوضاً من ألف " ما " الاستفهامية في الوقف.
ونقل عن ابن كثير أنه يقرأ " عمه " - بالهاء - وصلاً، أجرى الوصل مجرى الوقف.
وقرأ عبد الله، وأبي، وعكرمة وعيسى :" عمّا " بإثبات الألف، وقد تقدم أنه يجوز ضرورة وفي قليل من الكلام ؛ ومنه قوله :[الوافر] ٥٠٦٧ - عَلَى مَا قَامَ يَشْتُمنِي لَئيمٌ
كَخِنْزيرٍ تَمرَّغَ في رَمَادِ
وتقدم أن الزمخشري جعل منه ﴿بِمَا غَفَرَ لِي رَبِّي﴾ [يس : ٢٧] في " يس "، و " عم " فيه قولان : أظهرهما : أنه متعلق بـ " يَتَساءَلون ".
قال أبو إسحاق : الكلام تام في قوله :﴿عَمَّ يَتَسَآءَلُونَ﴾، ثم كان مقتضى القول أن يجيب مجيب، فيقول : يتساءلون عن النبأ العظيم فاقتضى إيجاز القرآن، وبلاغته أن يبادر المحتجّ بالجواب الذي يقتضيه الحال والمجاورة اقتضاءً بالحجة، وإسراعاً إلى موضع قطعهم.
٩٠
والثاني : أنه متعلق بفعل مقدر، ويتعلق " عن النبأ العظيم " بهذا الفعل الظاهر.
قال الزمخشري :" وعن ابن كثير : أنه قرأ " عمّه " بها السكت، ولا يخلو إما أن يجري الوصل مجرى الوقف، وإما أن يقف، ويبتدئ بـ " يتساءلون عن النبأ العظيم " على أن يضمر " يتساءلون " ؛ لأن ما بعده يفسره كشيء مبهم ثم يفسر ".
فصل في لفظ عم قال ابن الخطيب :" عم " أصله :" عن ما " ؛ لأنه حرف جر دخل على " ما " الاستفهامية.
قال حسان بن ثابت :[الوافر] ٥٠٦٨ - عَلَى مَا قَامَ يَشْتُمُنِي لَئِيمٌ
…………………….