سورة التين
مكية، وقالابن عباس وقتادة : مدنية، وهي ثمان آيات، وأربع وثلاثون كلمة ومائة وخمسون حرفا.
جزء : ٢٠ رقم الصفحة : ٤٠٤
قوله تعالى :﴿وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ﴾.
قال ابن عباس والحسن ومجاهد وعكرمة وإبراهيم النخعي وعطاء بن أبي رباح وجابر بن زيد ومقاتل والكلبيُّ : هو تينكم الذي تأكلون، وزيتونكم الذي تعصرون منه الزيت قال تعالى :﴿وَشَجَرَةً تَخْرُجُ مِن طُورِ سَيْنَآءَ تَنبُتُ بِالدُّهْنِ وَصِبْغٍ لِّلآكِلِيِنَ﴾ [المؤمنون : ٢٠] ومن خواص التين : أنه غذاء وفاكهة، وهو سريع الهضم لا يمكث في المعدة، ويقلل البغم، ويطهر الكليتين، ويزيل في المائة من الرمل، ويسمن البدن، ويفتح مسام الكبد والطحالِ.
" وروى أبو ذر - رضي الله عنه - قال : أهدي للنبي ﷺ سلٍّ من تينٍ، فقال :" كُلُوا " وأكَلَ مِنهُ، ثُمَّ قال لأصْحَابهِ :" كُلُوا ؛ لَوْ قُلتُ : إنَّ فَاكهَةً نَزلَتْ مِنَ الجنَّةِ، لقُلْتُ : هَذهِ، لأنَّ فَاكِهَة الجنَّةِ بِلاَ عجمٍ، فكُلُوهَا، فإنَّهَا تَقْطَعُ البَواسيرَ، وتَنْفَعُ مِنَ النقرسِ ".
٤٠٥
وعن علي بن موسى الرضى :" التين " يزيل نكهة الفم، ويطول الشعر، وهو أمان من الفالج، وأما الزيتون فشجرته هي الشجرة المباركة.
" وعن معاذ - رضي الله عنه - أنه استاك بقضيب زيتون، وقال : سمعت النبي ﷺ يقول :" نِعْمَ السواكُ الزَّيتُون، مِنَ الشَّجرةِ المُبارَكَةِ، يُطيِّبُ الفَمَ، ويُذْهِبُ الحَفَرَ، وهِيَ سِوَاكِي وسِواكُ الأنْبِيَاء من قَبْلِي ".
وعن ابن عباس :" التين " مسجد نوح - عليه الصلاة والسلام - الذي بنى على الجودي والزيتون :" بيت المقدس ".
وقال الضحاك : التين :" المسجد الحرام "، والزيتون :" المسجد الأقصى ".
وقال عكرمة وابن زيد : التين :" مسجد دمشق "، والزيتون :" مسجد بيت المقدس " [وقال قتادة :" التين : الجبل الذي عليه " دمشق "، والزيتون الذي عليه " بيت المقدس ".
وقال محمد بن كعب - رضي الله عنه - : التين : مسجد أصحاب الكهف والزيتون " إيليا ".
وقال عكرمة وابن زيد : التين :" دمشق "، والزيتون :" بيت المقدس " ] وهذا اختيار الطبري.
وقيل : هما جبلان بالشام يقال لهما : طور زيتا وطور تينا بالسريانية، سميا بذلك لأنهما ينبتان التين والزيتون.
قال القرطبيُّ :" والصَّحيحُ الأولُ، لأنه الحقيقة، ولا يعدل عن الحقيقة إلى المجاز إلا بدليل ".
قوله :﴿وَطُورِ سِينِينَ﴾.
الطُّور جبل، و " سنين " اسم مكان، فأضيف الجبل للمكان الذي هو به.
٤٠٦
قال الزمخشريُّ :" ونحو " سينون " يبرون " في جواز الإعراب بالواو والياء، والإقرار على الياء، وتحريك النون بحركات الإعراب ".
وقال أبو البقاء : هو لغة في " سيناء ".
انتهى.
وقرأ العامة : بكسر السين، وابن أبي إسحاق، وعمرو بن ميمون، وأبو رجاء : بفتحها وهي لغة بكر وتميم.
وقرأ عمر بن الخطَّاب، وعبيد الله، والحسن، وطلحة : سيناء بالكسر والمد.
وعمر - أيضاً - وزيد بن علي : بفتحها والمد قال عمر بن ميمون : صليتُ مع عُمرَ بن الخطَّاب - رضي الله عنه - العشاء بـ " مكة "، فقرأ :﴿وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ وَطُورِ سِينَاءَ وَهَذَا البَلَدِ الأَمِينِ﴾ قال " وهكذا في قراءة عبد الله، ورفع صوته تعظيماً للبيت، وقرأ في الثانية بـ ﴿أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ﴾، و ﴿لإِيلاَفِ قُرَيْشٍ﴾.
جمع بينهما.
ذكره ابن الأنباري.
[وقد تقدم في " المؤمنين "، وهذه لغات اختلفت في هذا الاسم السرياني علىعادة العرب في تلاعبها بالأسماء الأعجمية].
وقال الأخفش :" سِيْنين " شجر، الواحدة " السينينة "، وهو غريب جداً غير معروف عند أهل التفسير [وقال مجاهد : وطور جبل سينين، أي : مبارك بالسريانية، وهو قول قتادة والحسن.
وعن ابن عباس : سينين أي : حسن بلغة الحبشة].
وعن عكرمة قال : هو الجبل الذي نادى الله تعالى منه موسى عليه السلام.
وقال مقاتل والكلبي :" سِيْنين " كل جبل فيه شجرٌ وثمرٌ، فهو سينين وسيناء، بلغة النبط.
٤٠٧