النبي ﷺ قال: " تعاهدوا القرآن، فوالذي نفسي بيده، لهو أشد تَفصِّيا من الإبل في عقلها ". وهكذا رواه مسلم عن أبي كريب محمد بن العلاء وعبد الله بن برادٍ (١٣) الأشعري، كلاهما عن أبي أسامة حماد بن أسامة به (١٤).
وقال الإمام أحمد: حدثنا علي بن إسحاق، حدثنا عبد الله بن المبارك، حدثنا موسى بن علي:

(١) صحيح البخاري برقم (٥٠٣٢).
(٢) سنن الترمذي برقم (٤٩٢٢).
(٣) سنن النسائي (٢/ ١٥٤).
(٤) صحيح البخاري (٩/ ٧٩) "فتح".
(٥) صحيح مسلم برقم (٧٩٠).
(٦) في جـ: "عبيدة".
(٧) سنن النسائي الكبرى برقم (١٠٥٦٠).
(٨) صحيح مسلم برقم (٧٩٠).
(٩) صحيح البخاري برقم (٥٠٣٩) وسنن النسائي الكبرى برقم (٨٠٤٢).
(١٠) سنن النسائي الكبرى برقم (١٠٥٦٤).
(١١) مسند أبي يعلى (٩/ ٦٩).
(١٢) قال القرطبي: معنى التثقيل: أنه عوقب بوقوع النسيان عليه التفريط في معاهدته واستذكاره. ومعنى التخفيف: أن الرجل ترك غير ملتفت إليه، وهو كقوله تعالى: (نسوا الله فنسيهم) [التوبة: ٦٧] أي: تركهم في العذاب أو تركهم من الرحمة.
(١٣) في جـ: "بردة".
(١٤) صحيح البخاري برقم (٥٠٣٣) وصحيح مسلم برقم (٧٩١).
سمعت أبي يقول: سمعت عقبة بن عامر يقول: [قال رسول الله صلى الله عليه وسلم] (١) " تعلموا كتاب الله، وتعاهدوه وتغنوا به، فوالذي نفسي بيده، لهو أشد تفلتا من المخاض في العقل " (٢).
ومضمون هذه الأحاديث الترغيب في كثرة تلاوة القرآن واستذكاره وتعاهده؛ لئلا يعرضه حافظه للنسيان (٣) فإن ذلك خطر كبير، نسأل الله العافية منه، فإنه قال الإمام أحمد:
حدثنا خلف بن الوليد، حدثنا خالد، عن يزيد بن أبي زياد، عن عيسى بن فائد، عن رجل، عن سعد بن عبادة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ما من أمير عشرة إلا ويؤتى به يوم القيامة مغلولا لا يفكه عن ذلك الغل إلا العدل، وما من رجل قرأ القرآن فنسيه إلا لقي الله يوم القيامة يلقاه وهو أجذم " (٤).


الصفحة التالية
Icon