الحديث الثالث: ما رواه من حديث هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة قالت: " سمع رسول الله ﷺ قارئا يقرأ من الليل في المسجد، فقال: "يرحمه الله، لقد أذكرني كذا وكذا آية، كنت أسقطتهن من سورة كذا وكذا " (٦).
وهكذا في الصحيحين عن ابن مسعود: أنه كان يرمي الجمرة من الوادي ويقول: هذا مقام الذي أنزلت عليه سورة البقرة (٧). وكره بعض السلف ذلك، ولم يروا إلا أن يقال: السورة التي يذكر فيها كذا وكذا، كما تقدم من رواية يزيد الفارسي عن ابن عباس، عن عثمان أنه قال: إذا نزل شيء من
(١) في جـ: "عتاب".
(٢) صحيح البخاري برقم (٥٠٤٠).
(٣) صحيح البخاري برقم (٤٠٠٨، ٥٠٥١، ٥٠٠٨) وصحيح مسلم برقم (٨٠٧، ٨٠٨) وسنن أبي داود برقم (١٣٩٧) وسنن الترمذي برقم (٢٨٨١) وسنن النسائي الكبرى برقم (٨٠١٨، ٨٠١٩) وسنن ابن ماجة برقم (١٣٦٨، ١٣٦٩).
(٤) زيادة من ط، جـ.
(٥) صحيح البخاري برقم (٥٠٤١).
(٦) صحيح البخاري برقم (٥٠٤٢).
(٧) صحيح البخاري برقم (١٧٤٧) وصحيح مسلم برقم (١٢٩٦).
القرآن يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: " اجعلوا هذا في السورة التي يذكر فيها كذا وكذا "، ولا شك أن هذا أحوط وأولى، ولكن قد صحت الأحاديث بالرخصة في الآخر، وعليه عملُ الناس اليوم في ترجمة السور في مصاحفهم، وبالله التوفيق.
الترتيل في القراءة
وقول الله (١) عز وجل: ﴿ وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلا ﴾ [المزمل: ٤]، وقوله: ﴿ وَقُرْآنًا فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَى مُكْثٍ ﴾ [الإسراء: ١٠٦]، يكره أن يهذ كهذ الشعر، يفرق: يفصل، قال ابن عباس: ﴿ فَرَقْنَاهُ ﴾ فصلناه.
حدثنا أبو النعمان، حدثنا مهدي بن ميمون، حدثنا واصل [وهو ابن حيان الأحدب] (٢) عن أبي وائل، عن عبد الله قال: غدونا على عبد الله، فقال رجل: قرأت المفصل البارحة، فقال: هذا كهذِّ الشعر، إنا قد سمعنا القراءة، وإني لأحفظ القراءات التي كان يقرأ بهن النبي ﷺ ثمان عشرة سورة من المفصل، وسورتين من آل حم (٣).
ورواه مسلم عن شيبان بن فَرُّوخ، عن مهدي بن ميمون، عن واصل -وهو ابن حيان الأحدب-عن أبي وائل شقيق بن سلمة عن ابن مسعود به (٤).
وقال الإمام أحمد: حدثنا قتيبة، حدثنا ابن لَهِيعة، عن الحارث بن يزيد، عن زياد بن
١١٠@@@
(٢) صحيح البخاري برقم (٥٠٤٠).
(٣) صحيح البخاري برقم (٤٠٠٨، ٥٠٥١، ٥٠٠٨) وصحيح مسلم برقم (٨٠٧، ٨٠٨) وسنن أبي داود برقم (١٣٩٧) وسنن الترمذي برقم (٢٨٨١) وسنن النسائي الكبرى برقم (٨٠١٨، ٨٠١٩) وسنن ابن ماجة برقم (١٣٦٨، ١٣٦٩).
(٤) زيادة من ط، جـ.
(٥) صحيح البخاري برقم (٥٠٤١).
(٦) صحيح البخاري برقم (٥٠٤٢).
(٧) صحيح البخاري برقم (١٧٤٧) وصحيح مسلم برقم (١٢٩٦).
القرآن يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: " اجعلوا هذا في السورة التي يذكر فيها كذا وكذا "، ولا شك أن هذا أحوط وأولى، ولكن قد صحت الأحاديث بالرخصة في الآخر، وعليه عملُ الناس اليوم في ترجمة السور في مصاحفهم، وبالله التوفيق.
الترتيل في القراءة
وقول الله (١) عز وجل: ﴿ وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلا ﴾ [المزمل: ٤]، وقوله: ﴿ وَقُرْآنًا فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَى مُكْثٍ ﴾ [الإسراء: ١٠٦]، يكره أن يهذ كهذ الشعر، يفرق: يفصل، قال ابن عباس: ﴿ فَرَقْنَاهُ ﴾ فصلناه.
حدثنا أبو النعمان، حدثنا مهدي بن ميمون، حدثنا واصل [وهو ابن حيان الأحدب] (٢) عن أبي وائل، عن عبد الله قال: غدونا على عبد الله، فقال رجل: قرأت المفصل البارحة، فقال: هذا كهذِّ الشعر، إنا قد سمعنا القراءة، وإني لأحفظ القراءات التي كان يقرأ بهن النبي ﷺ ثمان عشرة سورة من المفصل، وسورتين من آل حم (٣).
ورواه مسلم عن شيبان بن فَرُّوخ، عن مهدي بن ميمون، عن واصل -وهو ابن حيان الأحدب-عن أبي وائل شقيق بن سلمة عن ابن مسعود به (٤).
وقال الإمام أحمد: حدثنا قتيبة، حدثنا ابن لَهِيعة، عن الحارث بن يزيد، عن زياد بن
١١٠@@@