العمل ما تطيقون، فإن الله لا يمل حتى تملوا (٥) وقال: " أحب الأعمال إلى الله ما داوم عليه صاحبه وإن قل "، وفي اللفظ الآخر: " أحب الأعمال إلى الله أدومها [وإن قل] (٦) " (٧).
ثم قال البخاري: حدثنا سليمان بن حرب، حدثنا شعبة، عن عبد الملك بن ميسرة، عن النزال ابن سبرة، عن عبد الله -هو ابن مسعود-" أنه سمع رجلا يقرأ آية سمع النبي ﷺ خلافها، فأخذت بيده فانطلقت إلى النبي ﷺ فقال: "كلاكما محسن فاقرآ" أكبر علمي قال: "فإن من كان قبلكم اختلفوا فأهلكهم الله عز وجل" ".
وأخرجه النسائي من رواية شعبة به (٨) وهذا في معنى الحديث الذي تقدمه، وأنه ينهى عن الاختلاف في القراءة والمنازعة في ذلك والمراء فيه كما تقدم النهي عن ذلك، والله أعلم.
وقريب من هذا ما رواه عبد الله بن الإمام أحمد في مسند أبيه: حدثنا أبو محمد سعيد بن محمد الجرمي، حدثنا يحيى بن سعيد الأموي، عن الأعمش، عن عاصم، عن زر بن حبيش قال: قال عبد الله بن مسعود: تمارينا في سورة من القرآن فقلنا: خمس وثلاثون آية، ست وثلاثون آية قال: فانطلقنا
(٢) زيادة من ط.
(٣) المعجم الكبير (٢/ ١٦٣).
(٤) في ط: "البضاعة".
(٥) رواه البخاري في صحيحه برقم (٤٣) ومسلم في صحيحه برقم (٧٨٥) من حديث عائشة رضي الله عنها.
(٦) زيادة من ط، م.
(٧) رواه مسلم في صحيحه برقم (٧٨٢) من حديث عائشة رضي الله عنها.
(٨) صحيح البخاري برقم (٥٠٦٢) وسنن النسائي الكبرى برقم (٨٠٩٥).
إلى رسول الله ﷺ فوجدنا عليا بناصية فقلنا له: اختلفنا في القراءة، فاحمر وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال علي: إن رسول الله ﷺ يأمركم أن تقرؤوا كما قد علمتم (١).
وهذا آخر ما أورده البخاري، رحمه الله، في كتاب (٢) فضائل القرآن، جل منزله، وتعالى قائله، ولله الحمد والمنة.
__________
(١) زوائد المسند (١/ ١٠٥، ١٠٦).
(٢) في ط: "كتابه".
١٢٨@@@